الآباء يأكلون الحصرم... والأولاد يضرسون نفسياً! - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الآباء يأكلون الحصرم... والأولاد يضرسون نفسياً! - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 09:51 صباحاً

ايجي سبورت - لا تنتهي الطفولة فينا، بل تتجلى انعكاساتها في هواجسنا وسلوكنا اليومي. إن تخيلنا للطريقة التي نحب بها عندما نكبر، والشخص الذي نختاره من بين الآلاف، ينتجان أسلوب تلقّينا الحب من أهلنا في صغرنا. إنها تلك الخيوط الرفيعة التي تقودنا حتى حين نكبر. ولا تعني الجروح الأسرية بالضرورة أن علاقة الإنسان بوالديه سيئة، لكنها بلا شك تعكس احتياجات عاطفية لم تُلبَّ. وبمرور الوقت، نراها تؤثر في طريقة تواصلنا مع الآخرين في مرحلة البلوغ، بحسب "فوربس".

 

فكيف يمكن لعلاقة الطفل بوالديه أن تبلور حياته العاطفية؟

تعبيرية

 

 

جرح الأم في العلاقات 
يمكن أن يعاني أي إنسان من مشاكل "أمومة"، إلا أنها ترتبط غالباً بالرجال. يرجع هذا إلى حقيقة أن الصبيان الصغار ولأسباب اجتماعية وثقافية متنوعة لا يُسمح لهم أن يكونوا على صلة بأمهاتهم بنفس الطريقة التي ترتبط بها الفتيات.

 

في معظم الحالات، ينبع جرح الأم من نقطة تحول معينة في مرحلة الطفولة: عندما تفرط الأم بالنقد وتكون غائبة عاطفياً عن طفلها، من منطلق أنه صار كبيراً بما يكفي كي لا يعتمد عليها. بالتالي، يرتبط جرح الأم بصعوبات في الديناميكيات الشخصية المتعلقة بالرعاية أو الثقة أو الحميمية العاطفية. لكن، بغض النظر عن السبب، تميل هذه التأثيرات إلى التجلي في نمطين:

 

- الحاجة المفرطة إلى الطمأنينة من الشريك: يسعى الإنسان الذي ينشأ مع أم بعيدة أو رافضة عاطفياً إلى الطلب بشكل متكرر من الشريك تأكيد حبه له، وهذا يعد امتداداً لتوقه الطفولي للتقدير. على سبيل المثال، قد يشعر بالقلق إذا لم يرد الشريك على الرسائل النصية فوراً، أو قد يفسر السلوك المحايد رفضاً. من شأن هذا أن يجعل العلاقات تبدو مستنزفة للشريكين، فيبحث أحدهما باستمرار عن دليل على الحب، بينما يشعر الآخر بالإرهاق بسبب الحاجة المستمرة لإظهاره، جسدياً أو لفظياً. وفي السياق نفسه، ربما يبحث الإنسان عن ديناميكية "الراعي" في العلاقة العاطفية، ويحاول العثور على شريك يكون نسخة مثالية من أمه، نسبة لما أشار إليه علماء النفس الأوائل باسم "عقدة أوديب". وقد يسعى وراء شخصٍ ما يتسم بالرعاية، أو حتى غير متاح عاطفياً، على أمل إصلاح الماضي بإثبات قدرته على "تحصيل الحب". يمكن لهذا النمط أن يعزز ديناميكية علاقة غير متوازنة، يعطي فيها أحد الشريكين باستمرار بينما يأخذ الآخر.

 

- إبعاد الشريك لتجنب الضعف: قد يستجيب البعض لجروح الأم من خلال تجنب العلاقة الحميمة. إذا كانت الأم متسلطة، قد يكبر الطفل خائفاً من هذا المستوى من القرب، ويتجنب بأي ثمن فقدان استقلاليته بالطريقة نفسها التي اعتمدها في طفولته. وهكذا يقاوم العلاقات العاطفية العميقة، ويختار العلاقات غير الرسمية، أو الشركاء غير المتاحين عاطفياً، للحفاظ على الشعور بالسيطرة. ويقدم هذا الشخص نفسه مستقلاً أو منفصلاً عاطفياً ظاهرياً، لكن عالمه الداخلي مدفوع بالخوف من الانغماس في احتياجات وتوقعات شخص آخر.

 

 

7e50ca05cd.jpg

تعبيرية (غيتي)

 

 

جرح الأب في العلاقات
في الثقافة الشعبية، ترتبط مشاكل الأب في الغالب بالنساء، إلا أن معظم الأبحاث النفسية تركز على العلاقة بين الأب والابن. في البيئات الأكثر ذكورية، يميل الأطفال في سن مبكرة إلى تعلم السلطة والهيمنة من آبائهم. في المقابل، قد يؤدي وجود أب بعيد أو غائب عاطفياً إلى صعوبات في بناء الثقة، ومشاكل مع شخصيات السلطة، أو صراعات مع احترام الذات. ويتفاقم الوضع عندما تكون شخصية الأب انتقادية أو غير متناسقة بشكل مفرط، أو قاسية في سنوات تكوين الطفل الجوهرية. 

 

رأي

فاطمة عباني

لماذا لا تثق بشريكك؟ 3 علامات تدلّ على مشكلة يجب علاجها

مشاكل الثقة يمكن أن تجعلك مدركاً للتهديدات المحتملة لعلاقتك، ما يدفعك حتى إلى تفسير الأفعال المحايدة أو الغامضة بطريقة سلبية

 

 

تظهر جروح الأب بطريقتين متناقضتين: التمسك بالشريك من أجل الاستقرار، أو الحفاظ على مسافة عاطفية كإجراء لحماية الذات.

 

- التمسك بالشريك من أجل الاستقرار : مفترض أن يكون الآباء مصدر الاستقرار والأمان للطفل. وإن لم تلبَّ هذه الاحتياجات في مرحلة الطفولة، قد يبحث الإنسان عن شريك يملأ هذا الفراغ في مرحلة البلوغ. ينجذب الشخص الذي يعاني من جرح أبوي إلى شريك يوفر له الشعور بالأمان والتوجيه. وفي حالات أخرى، قد يبحث عن علاقة يكون فيها هو منارة الأمن والتوجيه. يُظهر بحث أن هذا النوع من الجرح الأبوي ناتج عن معيار أبوي شائع: يجب أن يركز الرجل فقط على الحفاظ على النظام، وأن يبقى رزيناً عاطفياً. يمكن أن يعزز ذلك ديناميكيات علاقة غير صحية، إذ يستحوذ أحد الشريكين على كل القوة والمسؤولية والسلطة، ويصبح الآخر تابعاً له.

 

- استقلالية بشكل مفرط: قد يُنتج الجرح الأبوي شخصية مفرطة في استقلاليتها، تصمم على عدم الاعتماد على أي أحد آخر للحصول على الدعم. يمكن لذلك أن يظهر من خلال دفع الناس بعيداً عندما يحاولون الاقتراب، أو الإحجام عن طلب المساعدة، بغض النظر عن الشعور بالإرهاق. يحاول هذا الإنسان بضراوة الإثبات أنه لا يحتاج إلى أحد، حتى الشريك. ومع ذلك، الحقيقة المحتملة هي أنه ببساطة يخشى أن يتعرض للخذلان، أو التخلي عنه مرة أخرى.

 

 

quoterotated.svg

قد يسعى وراء شخصٍ غير متاح عاطفياً، على أمل إصلاح الماضي بإثبات قدرته على "تحصيل الحب"

quote.svg

 


"ما تقاومه يستمر"
إن "ما تقاومه يستمر"، وتقبل الأمر مفتاح التجاوز. ضروري أن نتوقف لحظة لنتأمل في أنفسنا، ونعترف بعيوبنا واحتياجاتنا التي قد تقودنا أحياناً إلى اختيارات غير موفقة في الحياة. في هذه اللحظة من الصراحة مع الذات، يصبح التسامح مع أهلنا خطوة شفاء، وتعلمنا أن نمنح أنفسنا ما لم نحصل عليه في طفولتنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق