«حرب غزة 2».. فشل الدبلوماسية أم إعادة رسم معادلة القوة؟ - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«حرب غزة 2».. فشل الدبلوماسية أم إعادة رسم معادلة القوة؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 03:08 صباحاً

ايجي سبورت - مع استئناف إسرائيل حرب التقتيل والإبادة الجماعية على قطاع غزة المنكوب، يبدو أن المواجهة دخلت مرحلة جديدة أكثر تعقيداً تعكس ليس فقط فشل المساعي الدبلوماسية، بل تنذر «حرب غزة 2» بتصعيد عسكري إسرائيلي واسع النطاق يعكس تحولاً إستراتيجياً في طريقة إدارة المواجهة مع حركة حماس.

هذه الجولة القتالية لم تأت كرد فعل لحظي على انسداد الأفق السياسي بل يبدو أنها كانت جزءاً من مخطط أوسع بدأ يتشكل منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

تهدف سلطات الاحتلال من خلال هذه الحرب إلى تحقيق مكاسب تتجاوز مجرد استعادة الأسرى المحتجزين أو توجيه ضربات عسكرية، إذ إنها تسعى إلى إعادة رسم معادلة القوة داخل القطاع من خلال تكتيكات تجمع بين الضغط العسكري والضغط النفسي والسياسي.

ولعل ما يميز «حرب غزة 2» عن الجولات السابقة هو المنهجية المعتمدة: قصف جوي مكثف، عمليات برية محدودة لكنها ذات تأثير إستراتيجي، ورسائل تهديد مباشرة لسكان القطاع بهدف إثارة حالة من الفوضى والضغط الداخلي على حماس.

كما أن الجانب الإسرائيلي لا يخفي هذه المرة نيته في استثمار العمليات العسكرية العنيفة لإعادة تشكيل الوضع السياسي في غزة، سواء عبر استنزاف حماس إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على إدارة القطاع أو من خلال فرض واقع جديد قد يتضمن ترتيبات سياسية مختلفة عن السابق.

وفي السياق، لم يكن القرار الإسرائيلي بالمضي قدماً في توسيع نطاق العمليات العسكرية قراراً منفرداً، فالمؤشرات تفيد بأن التنسيق مع الولايات المتحدة كان أساسياً، ليس فقط من ناحية الدعم اللوجستي، ولكن أيضاً من خلال الرسائل السياسية التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى حماس، محملة إياها مسؤولية استمرار الحرب، ما يوضح أن إسرائيل لا تتحرك فقط لحماية أمنها الداخلي، بل تسعى أيضاً إلى استثمار اللحظة السياسية إقليمياً ودولياً، في ظل أجواء متوترة داخل الولايات المتحدة نفسها.

ولعل إحدى النقاط التي بدأ يتضح العمل عليها، هي التحول من الضغط عبر القصف الجوي إلى الضغط عبر الاحتلال الجزئي. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن هناك توجهاً نحو السيطرة على مناطق معينة داخل غزة، والمقايضة عليها خلال أي مفاوضات مستقبلية، في تغيير جذري لأسلوب التعامل مع ملف الأسرى.

فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه ألمح إلى هذا التوجه، معتبراً أن رفض حماس الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين سيؤدي إلى فقدانها أراض جديدة في القطاع المدمر.

ما يجري في غزة ليس مجرد مواجهة جديدة في صراع مستمر، بل محاولة إسرائيلية لفرض واقع مختلف على الأرض، مستفيدة من الدعم الأمريكي والظروف الدولية والإقليمية. فإسرائيل اليوم ليست بصدد السعي إلى اتفاق قريب، بل تسعى إلى إطالة أمد الحرب بما يخدم أهدافها التفاوضية، إذ تتزايد المؤشرات على أنها تعمل وفق خطة تستند إلى مقايضة الأرض بالأسرى؛ ما يعني أن استمرار القتال قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في شكل القطاع مستقبلاً.

والسؤال المطروح في اللحظة الراهنة: إلى أي مدى تستطيع إسرائيل المضي في تصعيدها العسكري، قبل أن تواجه عواقب إقليمية ودولية قد تعيق تحقيق أهدافها؟

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : «حرب غزة 2».. فشل الدبلوماسية أم إعادة رسم معادلة القوة؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 03:08 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق