"حماس" وتحدّي غزّة الداخل... نقمة شعبية ضد الحركة تردعها إسرائيل؟ - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حماس" وتحدّي غزّة الداخل... نقمة شعبية ضد الحركة تردعها إسرائيل؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 09:10 صباحاً

ايجي سبورت - تهديد جديد تواجهه "حماس" يضاف إلى ما تكبدته جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية ويشكل خطراً على واقعها ومستقبلها كونه يمس بمشروعيتها وتمثيلها الفلسطيني، ويتمثّل بالحركة الاحتجاجية التي انطلقت قبل أيام في مناطق عدّة في غزّة حاملة شعارات ضد الحرب الإسرائيلية وضد "حماس"، بعدما وصلت الأوضاع في غزّة إلى أسوأ أحوالها.

خلفيات مهاجمة "حماس" اجتماعية وسياسية، كون الغزيين باتوا يعتقدون أن الحركة جرّت القطاع إلى حرب مدمّرة وأعادت إسرائيل لاحتلال غزّة بعد عقدين من الانسحاب، وحرب قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين وهجّرت أكثر من مليوني شخص وأفقرتهم، ويحمّلونها نسبةً من أسباب فشل مفاوضات وقف النار وعودة الحرب.

توقيت خروج التظاهرات سؤال مطروح كون عمر الحرب تخطى سنة ونصف سنة، وفي هذا السياق، يتحدّث مدير مركز تطوير للدراسات هشام دبسي عن عاملين محرّكين للتظاهرات، الأول هو شعور اليأس والخيبة الذي أصاب الفلسطينيين بعد انهيار الهدنة التي كانوا يستبشرون بها خيراً أنها نهاية الحرب، والصدمة التي واجهوها إثر عودة القصف بشكل أقسى.

وفي حديث إلى "النهار"، يشير في هذا السياق إلى أن "حماس" استنفدت كل قدراتها لإقناع الفلسطينيين بأنها تدافع عنهم، والفلسطينيون "أيقنوا أن القضايا الخلافية التي لطالما عرقلت مفاوضات وقف النار أو استكمال تطبيق الاتفاق كانت مرتبطة بمصير الحركة ودورها السياسي وقادتها ومشاريعهم وأموالهم في الخارج، أكثر مما كانت متعلقة بمصلحة الفلسطينيين".

أما العامل الثاني في رأي دبسي، فهو وصول الأوضاع الاجتماعية في غزّة إلى مستويات سيئة جداً، وينقل عن غزّيين على تواصل معهم أجواء مفادها أن "صبر الناس من الحرب والدمار والفقر نفد، وأن المزاج الشعبي الفلسطيني لم يعد يتحمل هذه الحالة"، فخرج مطالباً بوقف الحرب ومهاجمة "حماس" التي أطلقت صواريخ من القطاع قبل أيام.

 

تظاهرات غزّة ضد الحرب وضد

 

إلى ذلك، فإن الموقف "الفتحاوي" المؤيّد لهذه الحركة الاحتجاجية ضد "حماس" كان لافتاً، وكانت ثمّة محاولات لتصوير الأمر على أن "فتح" تقف خلف التظاهرات. وإذ لا يسقط دبسي دور القوى والفصائل المعارضة لـ"حماس" من المشهد، إلّا أنه يعتبر أن "مستجدات غزّة غير مرتبطة بالصراع السياسي الداخلي الفلسطيني بقدر ما هي متعلقة بالمزاج الشعبي ونفاد قدرة التحمّل".

إسرائيل رحّبت على طريقتها بالتظاهرات، فتراجعت وتيرة قصف المناطق التي خرجت فيها الاحتجاجات نسبياً، ما دفع بوجهة نظر مفادها أن تكون إسرائيل المحرّك الأساس، لكن دبسي يرفض هذه الفرضية لأن "الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة من إسرائيل لا يمكن أن يتعامل معها، وسبق لإسرائيل أن حاولت تشكيل لجنة في غزّة لإدارة شؤون القطاع فلم تجد أحداً يتعاون معها".

المزاج الشعبي الغاضب من "حماس" سيكون له تأثيره على مستقبل الحركة التي تستمد مشروعيتها من الغزّيين، خصوصاً بعدما فقدت دعم المحور الإيراني الذي تلقى ضربات قاسية في الفترة الماضية، وبتقدير دبسي، فإن الحركة ستكون في مأزق ما لم تفهم عمق الاحتجاجات وتتعامل معها، لكن وفي الآن عينه، فإن القصف الإسرائيلي يمنع هذه التظاهرات من أن تتسع. 

في المحصلة، فإن "حماس" تواجه تحدياً جديداً داخلياً، وإن توقفت الحرب الإسرائيلية فإن مشروعية تمثيلها الفلسطيني ستكون على المحك في حال قرر الغزّيون سحب البساط من تحتها، خصوصاً أن الحركة فقدت الكثير من قدراتها السياسية والعسكرية والشعبية، وقد لا تكون قادرة على ضبط شارعها كما اعتادت سابقاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق