نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النوادي الليلية البريطانية مهددة بالانقراض بحلول 2030... ما القصة؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 08:17 مساءً
ايجي سبورت - يواجه قطاع النوادي الليلية في بريطانيا تحديات كبيرة أدّت إلى انخفاض أعدادها بشكل ملحوظ. وخلال السنوات الخمس الأخيرة أغلق نحو 400 نادٍ ليلي، أي ما يمثل أكثر من ثلث العدد الإجمالي لهذه الأماكن، ما دفع جمعية الصناعات الليلية في المملكة المتحدة (Night Time Industries Association - NTIA) إلى التحذير من أن النوادي الليلية "على وشك الانقراض"، وسوف تختفي بحلول نهاية العقد الجاري، أي مع حلول عام 2029، إذا استمر معدل الإغلاق الحالي. فما هي الأسباب وراء الظاهرة؟
تستند توقعات انقراض النوادي الليلية إلى بيانات تكشف أنه منذ آذار (مارس)2020، تم إغلاق ثلاثة من النوادي الليلية في المتوسط، ما أدى إلى أكثر من 150 حالة إغلاق سنوياً.
وأظهرت دراسة أعدتها شركة "آي بي آي إس وورلد" (IBISWorld) الأوسترالية لأبحاث السوق انخفاضاً في إيرادات قطاع النوادي الليلية في بريطانيا بنسبة 19% خلال العام المالي 2024/2025، إذ سجّلت 764.4 مليون جنيه استرليني (987.6 مليون دولار) مقابل 946.6 مليون جنيه (1.22 مليار دولار) هو إجمالي إيرادات العام المالي السابق عليه 2023/2024.
وتشير الدراسة إلى وجود 3110 نوادٍ ليلية في المملكة المتحدة، يعمل فيها أكثر من 37 ألف موظف، لكنهم معرّضون لفقد وظائفهم خلال السنوات الخمس المقبلة جراء التحدّيات الكبيرة التي تواجهها النوادي مثل ارتفاع تكاليف الإيجار والطاقة والعمالة. وتعزو الدراسة هذه الزيادات إلى الضغوط التضخمية ونقص العمالة في قطاع الضيافة، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
محاولات حكومية لإنقاذ النوادي الليلية... لماذا؟
وأطلق مكتب عمدة لندن فريق عمل متخصصاً للمساعدة في تعزيز الحياة الليلية وإنقاذ الأماكن المعرضة لخطر الإغلاق، كما أطلقت الإدارة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات في بريطانيا حملة "الليلة الأخيرة خارج المنزل"، بالتعاون مع مؤسسة "ماكان لندن"، بهدف زيادة الوعي بقضية انهيار النوادي الليلية.
وتقول مؤرخة التصميم وأستاذة الهندسة المعمارية في جامعة كانتربري للفنون الإبداعية كات روسي: "منذ فجر الحضارة، احتجنا إلى الخروج والرقص والتجمّع ليلًا. فالتجمعات الاجتماعية جزءٌ أساسيّ من نسيجنا الاجتماعي".
وتشير روسي إلى أن العديد من العلامات التجارية للأزياء ولدت في النوادي، ما يجعلها جزءاً من "نظام بيئي إبداعي أكبر" إلى جانب المسارح ودور الأوبرا واستوديوهات التلفزيون.
يذكر أنه في عام 2016، صنّفت محكمة ألمانية رسمياً ملهى بيرغهاين الليلي الشهير في برلين مؤسّسة ثقافية، ما منحه الوضع الضريبي نفسه لمؤسسات ثقافية مثل دور الأوبرا والمسارح في المدينة.
وقال الرئيس التنفيذي للإدارة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مايكل كيل:"نشهد تفكيكا ممنهجاً لاقتصاد الليل. صناعتنا لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تشمل أيضًا الهوية والمجتمع والاقتصاد؛ لأن فقدان أماكننا يعني فقدان الوظائف والثقافة، وجزء حيوي من النسيج الاجتماعي في المملكة المتحدة. ومن دون تدخّل عاجل، سيكون 31 كانون الأول (ديسمبر) 2029 آخر ليلة لنا، ونهاية عصر النوادي الليلية الذي ميّز أجيالًا".
4 أسباب لانقراض النوادي الليلية
يشرح مستشار صناعة الموسيقى ورئيس البرنامج في جامعة سنترال لانكشاير توني ريج أن "مجموعة معقدة من العوامل تتآمر ضد القطاع، وتضع ضغوطاً عليه". وهناك العديد من العوامل التي قد تلعب دورا، من بينها ارتفاع التكاليف، وانخفاض الدخل المتاح، وتغير خيارات نمط الحياة، وفق "بي بي سي".
وكان القطاع شهد تقلبات هائلة في الإيرادات بسبب تفشي جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى إغلاق النوادي موقتاً خلال الفترة 2020-2021. وبعد الجائحة أدى التضخم المرتفع إلى زيادة وعي المستهلكين، بخاصةً الشباب، بموازناتهم، ما أدى، بدوره، إلى انخفاض إنفاقهم على نشاطات الحياة الليلية أو تجنب ارتياد النوادي تماماً. وقد أثرت جائحة كوفيد-19 وأزمة غلاء المعيشة بشكل كبير على أداء النوادي.

نادي ليلي في بريطانيا (وكالات)
وأظهرت دراسات بحثية 4 أسباب رئيسية وراء انهيار النوادي الليلية البريطانية هي:
-
تأثير جائحة كوفيد-19
أثرالإغلاق الطويل خلال جائحة كوفيد-19 في الفترة ما بين 2020 و2021 سلباً على عادات الناس، فأصبحوا يخرجون أقلّ مما كانوا يفعلون سابقا.
-
ارتفاع التكاليف
لجأت العديد من النوادي الليلية إلى زيادة أسعار تذاكرها عقب رفع قيود الجائحة لتعويض الخسائر المالية التي تكّبدتها خلال فترة تفشي الوباء، وهذا الأمر تسبّب بتراجع أعداد مرتادي النوادي.
ويعتقد مايكل كيل أن الوضع المالي يلعب دورا كبيراً لأن الكلفة صارت كبيرة.
وتختلف رسوم الدخول باختلاف النوادي. فقد تصل أسعار تذاكر الإصدار المبكر في بعض مراكز المدن إلى نحو 10 جنيهات استرلينية (13 دولاراً)، بينما قد تزيد أسعار تذاكر الدخول عند الباب أو التذاكر الفورية. تضاف إلى ذلك تكلفة المشروبات وسيارات الأجرة.
وفي دراسة أجرتها الإدارة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات البريطانية، أفادت بأن نسبة 68% من البريطانيين قلّلوا من عدد مرات خروجهم، بسبب المناخ الاقتصادي الحالي.
-
الجيل زد وتغير أنماط الحياة
الجيل الجديد أو كما يطلق عليه الجيل "زد" يميل إلى خيارات ترفيهية مختلفة تميل إلى العزلة وقضاء أكبر أوقاته في متابعة منصات التواصل الاجتماعي. ومع زيادة الوعي بالصحة البدنية والعقلية، أدت هذه الأسباب إلى انخفاض ثقافة الشرب والخروج الليلي.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جمعية الصناعات الليلية (NTIA) على أكثر من 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً أن ما يقرب من ثلثيهم يخرجون بشكل أقلّ مقارنة بالعام السابق.
وفي عام 2024، أُعلنت الشركة المالكة لسلسلتي "بريزم وأتيك" الشهيرتين للحياة الليلية إفلاسها، فأغلقت 17 منشأة، وباعت 11 منشأة (بما في ذلك النوادي والحانات)، مُعلّلةً ذلك بتغيّر عادات الشباب.
-
التضخم وتراجع الدخل المخصص للترفيه
تسبب تراجع معدلات الدخل في ظل ارتفاع معدل التضخم السنوي الذي سجّل 2.5% خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بتراجع القوة الشرائية لدى العديد من البريطانيين، ونتج من ذلك انخفاض في حجم الدخل المخصّص للترفيه، خصوصاً بعدما رفعت النوادي الليلية رسوم الدخول بعد رفع قيود جائحة كوفيد-19.
0 تعليق