نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين يصنع الإيمان معجزة... قصة نهاد الشامي كما لم تُروَ من قبل (فيديو) - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 10:58 مساءً
ايجي سبورت - قد تبدو الساعة والنصف غير كافية لاختصار رحلة نهاد الشامي، الأم والزوجة والمرأة التي لامست الأعجوبة جسدها وروحها. حملت أوجاعها بصمت وبسمة، ليرويها اليوم فيلم يعكس قصتها بكل فصولها الحلوة والمرّة، القاسية والمضحكة، المظلمة والمضيئة مختصرةً حياتها بعلامة إيمان.
في الأول من أمس، كان العرض التمهيدي لفيلم "نهاد الشامي: للإيمان علامة"، من إخراج سمير حبشي، وإنتاج white media 121 لابنها عصام الشامي، وكتابة علي مطر، وإدارة التصوير ميلاد طوق. أما الفيلم فهو من بطولة يورغو شلهوب بدور زوج نهاد الشامي، وجوليا قصار بدور حماتها، إلى جانب مايا يمّين وميليسا غانم والطفلة تريزا طوق، اللاتي جسّدن حياة نهاد الشامي في مختلف مراحلها العمرية.
لم يكن هذا الفيلم مجرد سردٍ لحكاية نهاد الشامي، بل نافذة تُطل على قلب امرأة صامدة، مؤمنة، وصبورة. في كل مشهد، تتجلى حكاية، ضحكة، ذكرى ووجع. وفي مسيرتها، كانت بوصلةً لا تفقد وجهتها الروحية أبدًا. بين لحظات المرض التي اختبرت صبرها، وبين نبض الحياة الذي تمسكت به حتى النهاية، كانت نهاد علامة فارقة في مسيرة من اختبروا المعاناة من دون أن يفقدوا الأمل.
في 22 كانون الثاني 1993 خرج اسم نهاد الشامي إلى العلن للمرة الأولى، ومعها بدأت مسيرة إيمان ورجاء تشق طريقها أسبوعياً من كل انحاء البلد إلى عنايا ومنزلها بحثاً عن أجوبة أو أمل. هذا التاريخ قلب حياتها وحياة عائلتها، وهذا ما يعترف به ابنها عصام، الذي يؤكد لـ"النهار" أن "ما قبل الأعجوبة ليس كما بعدها، أمي تغيّرت ونحن كذلك، والبيت بأسره تحوّل إلى مزار يوميّ".
مجسم للسيدة نهاد الشامي في مكتب ابنها عصام.
لم تستوعب أسرتها المؤلفة من 12 ابناً وابنة أن والدتهم نهاد تمشي مجدداً، وأعدت لهم الطعام في اليوم التالي من الأعجوبة. يستعيد ابنها تلك اللحظات قائلاً "ذهبنا ولم نلحظ حتى وصلنا إلى نصف الطريق. نتساءل من أيقظ كل شخص فينا، فتكون إجابتنا جميعاً "أمي". عندها أدركنا أننا أمام حدث كبير، أمام نعمة أكبر من الطب والمنطق. فعدنا أدراجنا لنجد منزلنا يعج بالناس وبالرهبان. كانت لحظة استثنائية، لقد شهدنا على الأعجوبة الكبيرة. أمي شفيت من الفالج وهي واقفة أمامنا".
علامة على الأرض
داخل قاعة السينما، دخلت نهاد الشامي على كرسي متحرك وفي يدها "مسبحة" أصبحت جزءاً منها ومن جسدها. وبصوت مثقل بالتعب، تقول: "أنا كتير اشتقتلكم والعدرا تحميكم يا رب. الظروف حكمتني شو بدنا نعمل. الله معكم يا رب".
بقيت نهاد الشامي تنزف الدم وتواصل معركتها مع المرض والتعب وعمر السنين... وفي كل مرة تنتصر. هي التي تردد دائماً "هناك نهاد شامي في مكان آخر. ما جرى معي هو فقط علامة على الأرض بأن الله موجود في السماء".
هكذا عاشت، وهكذا أحبّت وتواضعت، واستسلمت لحقيقة واحدة "ما في شي بيحرز بالدني". بهذه الكلمات، يختصر ابنها عصام حياة والدته نهاد. ما زال ينظر إليها كأمّه قبل أيّ شيء بالرغم من كل التغييرات التي أحدثتها والدته بعد أعجوبة مار شربل لها. وبعد أن سلمت عائلتها للواقع الطبي الذي قيّدها داخل الفراش بعد فالج قوي، كانت للسماء كلمتها... لا شيء مستحيل في الصلاة.
تجربة استثنائية مُجردة
لم تعش نهاد الشامي يوماً حياة لا تُشبهها، تواضعها، نقاوتها وإيمانها جعلها علامة فارقة، وهي التي حيّكت إيمانها بصبر وبسمة، وعلّمت أولادها أن الخير أقوى من كل الشرّ، وأن الصلاة قادرة على إحداث فرق. يؤكد ابنها "لم نشعر يوماً أنها مظلومة أو تعاني. كانت تعيش إيمانها بيومياتها، لم تملّ الصلاة يوماً، وأتذكّر جيّداً كيف كنّا نجتمع كلّ مساء نتلو المسبحة مع الجيران، ونرتّل تراتيل العذراء التي تحبّها".
هناك، على الشاشة الكبيرة يبدأ كلّ شيء من جديد. يتراءى لنا جميعنا أننا نعرف قصة نهاد الشامي. لكن الحقيقة أننا لا نعرف سوى القليل من فصول كثيرة مغمّسة بالتعب والقهر والعذاب والصبر والإيمان. وما عاشه الممثلون كان أشبه بتجربة استثنائية مُجرّدة من الأمور الدنيوية، كأن كلّ واحدة منهن اختبرت إيمان نهاد على طريقتها.
قد تكون عبارة كل من مايا يمّين وميليسا عزيز، اللتين لعبتا دور نهاد الشامي في فترة حياتها الممتدة من عمر الـ14 حتى الخمسينات، الأصدق لتختصر وقع تجربتهما التمثيلية. هما تعترفان في حديثهما لـ"النهار" بأن "ما قبل الفيلم ليس كما بعده. شيء ما تغيّر في داخلنا، ونظرتنا إلى الحياة اختلفت".
نهاد الشامي تصلي المسبحة (صفحة نهاد الشامي في الفايسبوك).
"في منزلنا صلّوا فقط"
أن تسرد سنوات طويلة بمشاهد مختصرة هو تحدٍ بذاته. التجارب تكشف المعدن والعبرة بالحب. نهاد الشامي التي أغلقت وراءها باب منزلها الوالدي، انتقلت إلى منزلها الزوجي، فواجهت الظلم والقسوة والاستبداد بالصمت والصبر. وحدها الدموع كانت تخذلها في لحظاتها الخاصة... وبدموعها تتلو صلواتها الصامتة.
عندما زارها مار شربل وأجرى لها العملية وترك بصمته في جرحها النازف، لمست نهاد الشامي في تلك الليلة قوة "النعمة الإلهية"، واختبرت قوة الصلاة بعلامة فارقة ترافقها حتى الساعة.
في اليوم التالي، يتذكر ابنها عصام كيف صرخ والده بأحد الأشخاص الذي كان على وشك أن يضع مالاً في المنزل، متمنياً على كل الناس التي كانت موجودة بعد السماع بالأعجوبة "ضعوا المال في دير عنايا، وأضيئوا الشموع هناك. ولكن في منزلنا صلّوا فقط وتحدثوا إلى نهاد".
ويستكمل مستشهداً بكلمات والده "ربنا كفانا بكل شي. بيكفي العالم بتفوت لعنا بتصلي. هذه أكبر نعمة من عند ربنا. لهيك انبسطوا وما تخافو من شي بالحياة".
كانت نهاد تستقبل الناس برحابة صدر وابتسامة لا تنطفىء، تحمل آلامهم وأسرارهم، وفي كل مرة كانت تخرج مع الشخص وكلاهما يبكيان بحسرة. كانت تحمل وجعهم كأنها أوجاعها، وتحملهم في صلاتها التي لم تملّ من تكرارها لعشرين مرّة من أجل النوايا التي اِئتُمنت عليها.
ينظر عصام إلى كل تلك السنوات ممتناً. يؤمن بأن والدته نهاد "ولُدت مرتين، المرة الأولى ولادتها الأولى، والمرة الثانية بعد الأعجوبة التي حصلت معها".
هي التي تعتبر نقطة ضعفه، ليس لأنها نهاد الشامي على ما يقول، بل لأنها أمه بكل بساطة. يتذكر ما كانت تردده على مسامعهم "البيت يلي ما فيو ختيار ما فيو بركة". اليوم نعيش هذه النعمة مع المسنيين الذين حملت رسالتهم وهمهم من خلال جمعيتها إلى جانب وضع حجر أساس لدار عجزة باسمها لاستكمال مسيرتها.
لحظة وصول نهاد الشامي إلى العرض الأول للفيلم الذي يروي قصتها (تصوير: الأب شادي بشارة).
رحلة الإيمان والصمود
بعدسته، وثّق الأب شادي بشارة اللبناني الماروني لحظة دخول نهاد الشامي إلى قاعة السينما لحضور العرض الأول لفيلم "للإيمان علامة". لم يكن مجرد مشهد عابر، بل محطة مؤثرة في رحلة امرأة خاضت الألم بإيمان راسخ. الأب بشارة، الذي رافقها في مسيراتها الشهرية إلى دير مار شربل في عنايا، كان شاهداً على مسيرة روحية استثنائية. واليوم، يرافقها ليشاهد قصتها تُروى للمرة الأولى بكلّ تفاصيلها.
يقول الأب شادي بشارة في حديثه لـ"النهار" "ما تختبره نهاد الشامي هو رحلة مستمرة. أتذكر جيداً كيف حلمت بوفاة زوجها قبل يوم واحد فقط من رحيله، كأنها كانت تعيش اختباراً روحياً فريداً. إنها علامة فارقة في قوة الإيمان والاجتهاد الروحي".
في لحظات روحانية خاصة، يروي الأب بشارة كيف ينفتح جرح نهاد الشامي في الحادي والعشرين من كل شهر، ثم يلتئم في الثاني والعشرين، ليظلّ علامة رجاء لها ولكل من يقصدها. ورغم نزفها الشهري، لم تعانِ يومًا من فقر الدم، كأنها تحمل معجزتها الخاصة. والأمر اللافت أن هذا الجرح يبقى مختومًا طوال فترة الصوم وخلال جائحة كورونا، تمامًا كما الصورة الموجودة في منزلها، التي ترشح زيتًا منذ يوم الأعجوبة حتى اليوم. تتوقف عن ذلك خلال الصوم، ولا تعاود نزف الزيت إلا في سبت النور.
لم يكن الألم مجرد عارض في حياتها، بل كان تجربة قاسية حملتها في كل شبر من جسدها. ومع ذلك، لم تستسلم. في محطات المسيرة الشهرية، على ما يكشف الأب بشارة، كانت تصل إلى مرحلة تعجز فيها عن النهوض أو استقبال أي شخص، لكنها كانت تجد دائمًا القوة لتقف من جديد. لمسة مار شربل التي رافقتها باستمرار منحتها دفعة إيمانية لا تعرف الاستسلام.
ويضيف الأب بشارة "رأيت بعيني كيف أكلت السنوات من حياتها وعافيتها، لكنها لم ترضخ يوماً. شاهدت هذا الصمود والعزيمة مرات عدة، حين كانت طريحة الفراش، ثم أجدها واقفة أمامي، مسبحتها بيدها، والناس خلفها يصلّون في المسيرة. هذه هي نهاد الشامي، امرأة جعلت من الإيمان عنوانًا لقوتها".
ملصق عن فيلم "نهاد الشامي: للإيمان علامة".
عمل استثنائي وعبرة روحية
لا يُخفي مخرج الفيلم سمير حبشي، الذي طبع ببصمته أعمالاً فنية كبيرة ومختلفة، أن وقع هذا الفيلم كان مختلفاً. ويقول لـ"النهار" "ترددتُ قليلاً عندما عُرض الموضوع عليّ للمرة الأولى، لا سيما أن الفيلم لديه طابع دينيّ، وهذا ليس من اختصاصي. ولكن عندما تعرفتُ إليها واستمعتُ إلى قصتها، وكيف كانت تجمع الناس بمختلف طوائفهم وتعلّمهم الصلاة لأنّ الله واحد، وكيف كانت تجمع علب السردين لتبني مزاراً، تأكّدتُ في لحظتها أنني سأكون مخرج هذا الفيلم".
من هنا، لمس حبشي أن هذا الفيلم الروائي سيحظى ببصماته كي يعرف الناس القصة الكاملة لنهاد الشامي وليس جزءاً بسيطاً منها. برأيه "هذه المرأة التي تعذبت كثيراً، ومرّت بتجارب عديدة في حياتها، علّمتنا كيف يكون الصبر رفيقها الدائم في رحلتها. ونرى اليوم كيف أن الشر مستشرٍ، إلا أن الخير سينتصر في النهاية. ومع نهاد سنرى كيف أن الحب يكون أقوى من كل شيء".
مشهد من فيلم "نهاد الشامي: للإيمان علامة".
لم يكن حبشي يخرج فيلماً بقدر ما كان يعيش تفاصيله، مستمتعاً بكل لحظة فيه. ويعترف قائلاً "كنتُ أمام فيلم حقيقي، حيث جسّد كل فرد فيه الوجع والحب بطريقته الخاصة، وهذا ما جعل العمل استثنائياً بكل ما فيه". باختصار، "عندما يحضر الناس الفيلم، سيجعلهم يعيدون التفكير في الكثير من الأمور في حياتهم".
جوليا قصار في دور حماة نهاد الشامي
لم يكن فيلم "للإيمان علامة" مجرد عمل سينمائي عابر، بل هو دعوة صادقة للحب، حبٌ يتجاوز الألم والمرارة ليصبح رسالة حياة. في قلب هذه الحكاية، تقف نهاد الشامي، امرأة قاست الكثير، لكنها ظلت تؤمن بأن العطاء هو أعظم انتصار.
حنة، حماة نهاد الشامي، التي تجسد دورها الممثلة جوليا قصار، هذه الشخصية القاسية والظالمة تخفي وراء قسوتها ماضياً مثقلاً بالمعاناة. وتقول جوليا لـ"النهار" "كانت نهاد تجسيداً للعطاء، مثالاً للإيمان الذي لا ينكسر، في حين أن حنة عكست الوجه الآخر، الوجه الذي يسكنه الغضب والكره. فإلى أين يمكن أن يصل الإنسان عندما يُثقل قلبه بالحقد؟ وما الذي يمكن أن يحدث عندما يختار الحب رغم الألم؟".
لقطة من الفيلم بين نهاد الشامي وحنة.
توضح بأن الفيلم "ليس مجرد شخصيات تلعب دورها بل حكايات نتعلم منها. صحيح أننا نشاهد سيرة امراة معذبة لكنها لم تحول ذلك إلى مرارة بل بالعكس إلى حب وعطاء".
وفي هذا السياق، تؤكد قصار أن الفيلم يكشف عن التحولات العميقة في شخصية حنة، من امرأة غارقة في قسوتها إلى إنسانة متغيرة بمرور الزمن، ومعايشتها لمعاناة نهاد الشامي. وكما قيل "ربما تأخرت، لكنها في النهاية تغيرت... وهذه هي الحياة، تعلمنا أن نحب حتى بعد سنوات من الرفض".
جوليا قصار في دور حماة نهاد الشامي.
وعن التحدي الأكبر في الدور، تقول قصار إنه لم يكن فقط بتجسيد هذه التحولات العاطفية، بل بنقل الألم النفسي. حنة كانت امرأة جبّارة، فرضت حضورها على عائلتها وقريتها، ولكن كيف تتقبل امرأة بهذه القوة الانكسار أمام المرض والفالج؟ كيف تواجه انهيار الجسد بعد أن كانت مسيطرة على الجميع؟ هذه المشاهد لم تكن سهلة، فقد تطلبت جهداً نفسياً هائلاً لنقل واقع امرأة تقف بين الهزيمة الجسدية والتغيير الروحي".
لم يكن صدفة بل دوراً مقدراً
تسترجع الممثلة مايا يمّين تفاصيل اللقاء الأول بينها وبين المخرج سمير حبشي ومدير التصوير ميلاد طوق عندما حضرا لمشاهدتها في مسرحية كانت تقدمها العام الماضي. تعترف في حديثها لـ"النهار" بأنه لم يكن في بالي أن تلك اللحظة ستفتح أمامي باباً جديداً، باباً يقودني إلى تجسيد شخصية نهاد الشامي.
لم يكن خوض هذه التجربة سهلاً. بهذه الكلمات تتحدث عن تجربتها، وتضيف "من الصعب جداً أن تجسد شخصية ما زالت تعيش بيننا، شخصية لها تاريخها الحقيقي وذكرياتها الحية، حيث يكون التحدي الأكبر هو نقل تفاصيل حياتها بدقة، إلى جانب التحديات الجسدية والنفسية التي كانت حاضرة في كل لحظة من التصوير".
الممثلة مايا يمّين في دور نهاد الشامي.
في داخل مايا يمّين شعور خاص يؤكد لها أن الدور لم يصل إليها صدفة، بل كان مقدراً لها أن تلعبه. وتُشاركنا أصعب اللحظات خلال التصوير قائلةً "كنت أعيش الأحداث وكأنها تحدث لي شخصيًا. بعض المشاهد التي أعدنا تصويرها كنتُ أغوص في المشاعر نفسها كأنه تدفق طبيعي يصعب وقف جريانه أو انسيابه بهذه الطريقة. لهذه الدرجة عشتُ الشخصية.هناك مشاهد كانت صعبة نفسيًا أكثر من كونها صعبة جسديًا، مشاهد جعلتني أشعر وكأنني أعيد عيش التجربة معها بكل تفاصيلها".
قد تتشابه قصص كثيرة بقصة نهاد الشامي، بالتجارب القاسية التي يمر بها الشخص، إلا أن ما يختلف هو ردة الفعل. لقد واجهت نهاد الشامي مصاعبها بإيمان لا يتزعزع، وهو ما يجعلها مختلفة عن الكثيرين.
لم يمر هذا الفيلم مرور الكرام في حياة الممثلين والعاملين فيه. وهذا ما تفصح عنه يمّين قائلة "هذه التجربة غيّرتني. تعلّمت أن أكون أكثر صبراً، وأن أتقبل الصعوبات بامتنان، وأن أنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، تماماً كما فعلت نهاد. أحياناً نعيش مواقف نظنها قاسية، لكننا حين نقارنها بما مرّت به، ندرك أن ما نعتبره محنة قد يكون درساً في الصبر والإيمان".
زواج نهاد وسمعان في الفيلم.
"تجربتي الأولى التي سترافقني كل حياتي"
لم تتوقع ميليسا غانم الطالبة في كلية الفنون والتمثيل في الجامعة اللبنانية أن تختبر تجربة التمثيل بهذه الطريقة، وأن تطلّ على الشاشة الكبيرة لأوّل مرّة في حياتها. كانت تجربتها الأولى في التمثيل، ومع ذلك نجحت في تجسيد مرحلة من حياة نهاد الشامي تمتد ما بين السنة الـ 14 إلى الـ 27.
برأيها "هذا الفيلم أخذها بعيداً جداً على الصعيد الشخصي. لقد لمستُ قوة الصبر والإيمان الذي لم يتزعزع برغم كلّ العذاب والتجارب التي مرّت بها. وعلمتُ مدى قوة الصلاة والإيمان في حياتنا وكيف انتصر الخير والأمل على كل شيء".
مدير التصوير ميلاد طوق خلال تصويره مشهد من الفيلم.
تُعرب ميليسا عن فخرها في مشاركتها في فيلم نهاد الشامي. "هذا الدور سيرافقني في مسيرتي التي أشقّها اليوم. وما يجعلني فخورة أنني نجحت في أن أُجسّد دور هذه الإنسانة الصبورة والمؤمنة والقوية، خصوصاً أنني أجسّد قصة امرأة ما زالت في حياتنا".
في النهاية، تختصر يمّين كل ما قيل بعبارة "إذا أردتم تحقيق شيء في حياتكم، فابدأوا بالحب. الحب قادر على تغييركم وتغيير من حولكم". هذا ما فعلته نهاد، وهذا ما يجعل قصتها لا تُنسى.
0 تعليق