"خرجة العيد" فرحة تملأ أزقة تونس العتيقة - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"خرجة العيد" فرحة تملأ أزقة تونس العتيقة - ايجي سبورت, اليوم الأحد 30 مارس 2025 07:23 صباحاً

ايجي سبورت - يحتفل التونسيون كسائر الشعوب الإسلامية بعيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يسمّونه، بعادات وطقوس خاصة تختلف بين منطقة وأخرى، لعل أبرزها "خرجة العيد" التي تطبع صباحات مدن تونس القديمة، معلنة نهاية شهر الصيام.

 

"الله أكبر الله أكبر سبحان الله لا إله إلا الله الله أكبر والحمد لله"... كلمات تصدح بها حناجر الرجال والأطفال صباح عيد الفطر، وهم يتجولون في أزقة المدن العتيقة الضيقة مرتدين أجمل ملابسهم التقليدية التي تخصص عادة لمثل هذه المناسبات، في طريقهم إلى المسجد لأداء صلاة العيد. 

 

و"خرجة العيد" تقليد راسخ ظل صامداً مدى عقود طويلة رغم كونه اختفى كلياً تقريبا في فترة حكم الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي والحبيب بورقيبة. 

أعادت أحداث 2011 الحياة إلى "خرجة العيد" التي عاد التونسيون لإقامتها بعد الدعاية الكبيرة لها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ بات هذا الحدث ينقل ويصور مباشرة في العديد من المدن التونسية، ما زاد حجم الإقبال على المشاركة فيه حتى من الأجيال الشابة التي لا تعرف قصة هذا الطقس وأصوله.

 

في الحلفاوين، المنطقة الشعبية الواقعة وسط العاصمة تونس، يتجمع السكان في ساعة مبكرة من صباح العيد في الساحة الشهيرة الواقعة على مقربة من الجامع، ومن هناك تنطلق جولة الجمع بين أزقة المنطقة بالتهليل والتكبير، وسط زغاريد النسوة. ومن عادات هذا الطقس أنه كلما مر الركب بزقاق أو بيت، يلتحق به أصحابه الواقفون أمامه ويواصلون الجولة معه.

 

قصة "خرجة العيد"
يقول زبن العابدين للحارث رئيس جمعية "تراثنا" لـ"النهار" إن هذه العادة تعود إلى فترة الحفصيين. 

ويوضح "أن الحفصيين الذين حكموا تونس في القرن الثالث عشر ميلادي ودام حكمهم أكثر من ثلاثة قرون هم من رسخوا هذه العادة في البلد".

ويقول إن أبا زكريا الحفصي مؤسس الدولة الحفصية "كان يخرج بنفسه يوم العيد راكباً حصانه وسط جمع من العسكريين ووجهاء حكمه ويجوب المدينة، حتى باتت ''خرجة العيد'' من التقاليد الراسخة للاحتفاء بالفطر في تونس".

ولعقود طويلة ظلت هذه العادة راسخةً في البلاد، وفق محدثنا، وانتشرت في أغلب المدن التونسية، لكنها اختفت شيئاً فشيئاً بعد الاستقلال لتعود إلى الواجهة بعد أحداث 2011 وإسقاط نظام الرئيس السابق بن علي.

 

تقاليد متنوعة 
"خرجة العيد" ليست التقليد الوحيد الذي حافظ عليه التونسيون للاحتفاء بالفطر، فهناك طقوس أخرى كثيرة من بينها عادة "حق الملح" التي صارت محل سجال واسع في السنوات الأخيرة بفعل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

وتتمثل هذه العادة في تقديم الزوج إلى زوجته هدية غالباً ما تكون قطعة من الذهب، تعبيراً عن امتنانه لما بذلته من جهد في إعداد الطعام طوال شهر كامل، وسميت بهذا الاسم لأنه قديماً كانت المرأة تقوم بتذوق الأكل في شهر رمضان بطرف اللسان لمعرفة إن كانت كمية الملح كافية أم لا.

 

وفي صباح العيد تقدم الزوجة إلى زوجها القهوة بعد عودته من الجامع، فيدسّ فيها قطعة الذهب ليشكرها على ما قامت به طوال شهر كامل، ومن هنا جاءت التسمية. 

 

وحديثاً، صارت العادة محل جدال لدى التونسيين، بين من يعتبرها تقليداً للتباهي ومن يرى أنها عادة حسنة تكرس قيمة الاعتراف بالجميل. 

 

وللأطفال نصيبهم من احتفالات الفطر الذي يحمل في الحقيقة اسمهم ويعتبره التونسيون مناسبةً لإسعادهم. وعلاوة على ملابسهم الجديدة يكون يوم العيد مناسبةً لهم لجمع أكبر قدر ممكن من المال، خلال جولة يقومون بها على منازل الجيران والأقرباء لتقديم التهاني والحصول على العيدية أو "المهبة" كما تُسمى في العامية التونسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق