كنيسةُ مار مارون قلبُ الصيفي النابض في كتاب يوثق التاريخ والحياة - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كنيسةُ مار مارون قلبُ الصيفي النابض في كتاب يوثق التاريخ والحياة - ايجي سبورت, اليوم الأحد 30 مارس 2025 11:56 صباحاً

ايجي سبورت - شرف أبوشرف

 

بمناسبة مرور مئة وخمسين عامًا على تشييد كنيسة مار مارون في الجميزة، وتدشين بيت الرعية، صدر عن دار النشر “آر ليبان كلمة” كتابٌ توثيقي يحمل عنوان “كنيسة مار مارون، قلب الصيفي النابض”، يوثّق محطات مضيئة في تاريخ الرعية والمنطقة.

 

فالتاريخ، حين يُدوَّن، لا يُكتب على الورق فقط، بل يُبعث في الذاكرة والوجدان، ويغدو حضورًا دائمًا في مجرى الحياة اليومية. هو الجسر الذي يصل الماضي بالحاضر، ويُنير دروب المستقبل. ولعلّ الطائفة المارونية، بما لها من حضورٍ عريق في لبنان منذ القرن الرابع، تشكّل أحد أعمدة هذا التاريخ، ليس فقط بدورها الديني، بل بما تحمله من مسؤولية وطنية، كما عبّر المفكر شارل مالك يوم قال في "الموارنة ولبنان": “كل طائفة مسؤولة عن لبنان، وكل لبناني مسؤول عن لبنان، لكن الموارنة مسؤولون بشكلٍ خاص… فلولاهم لما وُجد لبنان. وهم إن توانَوا، وقعنا جميعًا في الحَيرة والبلبلة، وإن حزَموا أمرهم وقادوا، اشتدت عزيمتُنا. وهم يقودون على أساس سيادة لبنان واستقلاله، وعلى أساس الحرية والحق والعدالة لجميع أبنائه، والعيش المشترك الكريم، والتعاون مع شعوب الشرق والغرب، وتحديث اللغة والثقافة بما يواكب الحضارة العالمية. وهم، منذ نشأتهم، كانوا شهودًا على ولادة الشعوب".

وها هي كنيسة مار مارون، التي صمدت في وجه العواصف، تقف شاهدةً على هذه الروح.
ففي الرابع من آب 2020، عندما انفجر مرفأ بيروت، دمّر البشر والحجر في المدينة، لكن إرادة أهلها لم تنكسر. أبناء الجميزة نهضوا من الركام، وشمّروا عن سواعدهم لترميم بيوتهم وكنيستهم، وحفظ تراثهم من الضياع. ولولا إيمانهم بالله وبلبنان ، ومحبتهم التي لا تعرف اليأس، ووقوف أصحاب الأيادي البيضاء إلى جانبهم، لما عادت الحياة إلى هذه البقعة العزيزة، ولما كان هذا الكتاب، الذي قدّم له سيادة المطران بولس عبد الساتر وكاهن الرعية الأب ريشار أبي صالح، عربون شكر لكل من ساهم في إنجازه.

 

الدعوة.

 

‏يتناولُ الكتابُ تاريخَ الطائفة المارونية في بيروت وواقعَها الحالي من زوايا مختلفة: كنسية ،عمرانية، سكانية، اجتماعية، فكرية واقتصادية.

ويتضمّن وثائق وصورًا تاريخية نادرة تعكس غنى هذه الرعية وعمق حضورها. ويذكر اكثر من مئة عائلة مارونية سكنت المنطقة ، والأحداث التي هزّتها في بداية الحرب اللبنانية ١٩٧٥-١٩٧٦ اضافة الى الأضرار الأثرية الجسيمة التي لحقت بها وبالوسط التجاري خلال اعادة إعماره في تسعينات القرن الماضي. 

‏الكتاب أنيق الطباعة، من الورق الفاخر وبالالوان، وُضع باللغتين العربية والفرنسية. 

تروي مي دايفي، بأسلوب رشيق، سيرة حي الجميزة منذ تأسيس الكنيسة عام 1875 حتى إعلانها رعية عام 1920، وتتتبّع تحوّلات الحي التي صنعت هويته الثقافية والتاريخية. 

أما فادي رحمه، فيغوص في عمق العائلة المارونية وتطور حضورها في الجميزة منذ القرن الثامن عشر حتى اليوم.

 

برنامج الاحتفال.

برنامج الاحتفال.

 

ويقدّم مارك سرسق كوكرين، ابن الرعية وجار الكنيسة، شهادة حيّة عن الضرر الجسيم الذي ألحقه انفجار المرفأ بمنزله التراثي، وعزيمته في ترميمه، إيمانًا منه بأن لبنان، رغم الألم، لا يزال وطنًا يستحق السَكَن والحياة.
أما المهندس المعماري البارز الأستاذ فضل الله داغر، عميد الكلية اللبنانية للفنون الجميلة (ALBA)، فيُضيء على الطابع الفني والهندسي الفريد للكنيسة، ويعرض دوره الفاعل في وضع خرائط الترميم لكنيسة مار مارون وبيت الرعية، مبرزًا التحديات الجمالية والتقنية التي واجهها الفريق المعماري.

ولا بدّ لنا من الإشارة إلى الحسّ الفني الرفيع والرؤية الإبداعية التي يتمتّع بها ميشال إسطا ، والتي تجلّت في الصور الرائعة التي التقطها بعدسته، فأضفت على صفحات الكتاب لمسة من الجمال والنور، وأنارت مضمونه وزيّنت ملامحه، حتى غدت الصورة شريكًا حقيقيًا في سرد الحكاية".

إن كتاب “كنيسة مار مارون، قلب الصيفي النابض” يأتي كوثيقة فريدة، تجمع بين التاريخ، الإيمان، والانتماء، وترسم لوحة فسيفسائية نابضة عن رعيةٍ شكّلت نبضًا في قلب بيروت. هو كتابٌ يستحق أن يكون بين أيدينا، مرجعًا يُهتدى به في دروب الهوية والذاكرة. ‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق