الصين لأمريكا: كفوا عن الغطرسة وتضخيم التهديدات - ايجي سبورت

ايجي سبورت - دعت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة إلى الكف عن التعامل مع بكين بـ”غطرسة”، وذلك رداً على تقرير استخباراتي أمريكي وصف الصين بأنها “أكبر تهديد عسكري وسيبراني” لواشنطن.

وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية غيو جياكون إن الولايات المتحدة تروج لنظرية تهديد الصين، في إطار سعيها لاحتواء النفوذ الصيني وقمعه. كما شدد على أن بكين تحث واشنطن على وقف دعمها لاستقلال تايوان، مؤكداً أن هذا التدخل يهدد الاستقرار في المنطقة.

تقرير استخباراتي أمريكي: الصين تشكل التهديد الأكبر

أصدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية، يوم الثلاثاء، تقريرها السنوي حول التهديدات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، حيث احتلت الصين الصدارة كأكبر تهديد عسكري وإلكتروني.

وأشار التقرير إلى أن الصين تواصل تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية بوتيرة متفاوتة، ما قد يمكنها من السيطرة المحتملة على تايوان مستقبلاً.

كما حذر التقرير من أن بكين تمتلك القدرة على استهداف الولايات المتحدة بأسلحة تقليدية، إلى جانب اختراق بنيتها التحتية عبر هجمات إلكترونية، واستهداف أصولها الفضائية.

وفي سياق آخر، أوضح التقرير أن الصين تسعى إلى إزاحة الولايات المتحدة من موقعها كأكبر قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، من خلال استراتيجية متعددة الأوجه تشمل الاستخدام المتقدم للنماذج اللغوية الكبيرة، ما قد يمكنها من بث أخبار مضللة، وتقليد شخصيات بارزة، واختراق الشبكات.

الضغط العسكري والاقتصادي على تايوان

أشار التقرير الاستخباراتي إلى أن بكين تعتزم تكثيف الضغط العسكري والاقتصادي على تايوان، حيث تعتبر الصين الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

ووفقاً للتقييم، فإن الجيش الصيني يحرز تقدماً ملحوظاً في تعزيز قدراته العسكرية، والتي قد يستخدمها لاستعادة السيطرة على تايوان، وردع أي تدخل عسكري أمريكي محتمل.

وأكد التقرير أن بكين تعمل على تحسين إمكاناتها القتالية لمواجهة أي تصعيد في مضيق تايوان.

تحديات داخلية تواجه الصين

رغم تقييمها كأكبر تهديد خارجي لواشنطن، أشار التقرير إلى أن الصين تواجه تحديات داخلية كبيرة، تشمل: الفساد المستشري داخل مؤسساتها الحكومية، اختلال التوازن السكاني، الذي قد يؤثر على سوق العمل والتنمية الاقتصادية، بجانب التحديات المالية والاقتصادية، والتي قد تضعف من شرعية الحزب الشيوعي الحاكم داخلياً.

وأوضح التقرير أن نمو الاقتصاد الصيني من المتوقع أن يتباطأ، بسبب تراجع ثقة المستهلكين والمستثمرين، مما دفع المسؤولين الصينيين إلى التحضير لمزيد من المواجهات الاقتصادية مع الولايات المتحدة.

الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.. تحالف لمواجهة واشنطن؟

إلى جانب الصين، أشار التقرير إلى أن روسيا وإيران وكوريا الشمالية تسعى جميعها إلى تحدي الولايات المتحدة عبر تنفيذ حملات مدروسة لتعزيز تفوقها العسكري.

وفيما يخص روسيا، أكد التقرير أن حربها في أوكرانيا منحتها دروساً قيمة حول كيفية مواجهة الأسلحة والاستخبارات الغربية في أي نزاع واسع النطاق مستقبلاً.

أما إيران، فأشار التقرير إلى أنها تواصل تطوير أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى جانب تسليح حلفائها الإقليميين. ومع ذلك، أكد التقرير أن واشنطن لا تزال تعتقد أن طهران لم تصنع سلاحاً نووياً.

يأتي هذا التقرير وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، خصوصاً في ملفات التجارة، التكنولوجيا، تايوان، والأمن السيبراني.

ومع استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، يبدو أن العلاقات بين القوتين العظميين تتجه نحو مزيد من التوتر في المرحلة المقبلة، مع احتمال تصاعد المواجهات الاقتصادية والعسكرية.

اقرأ أيضًا .. تايوان ترفع ميزانيتها العسكرية وتمد الخدمة الإلزامية بالجيش لمواجهة الصين

نسخ الرابط تم نسخ الرابط