نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"سيغنال": منصّة تراسل مشفّرة في قلب النقاشات الأمنية والإعلامية - ايجي سبورت, اليوم الخميس 27 مارس 2025 09:30 صباحاً
ايجي سبورت - لندن - "النهار"
تسلّط حادثة تسريب خطط عسكرية أميركية مرتبطة بعمليات محتملة ضد جماعة الحوثي في اليمن الضوء على الأهمية المتزايدة لتطبيقات التراسل المشفّرة مثل "سيغنال" في تبادل المعلومات بين مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى. جاءت الحادثة بعد انضمام صحافي بطريق الخطأ إلى مجموعة محادثة تضم مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما كشف عن الاستخدام المتنامي لتقنيات الاتصال المشفّر في دوائر صنع القرار السياسي والأمني. وتبرز هذه الواقعة كيف أصبحت هذه التطبيقات أدوات أساسية في إدارة التواصل السريّ، ووسائل موثوقة تعتمدها شخصيات ومؤسّسات في مواقع حسّاسة.
خلفية تقنية ومؤسسية
أسس تطبيق "سيغنال" عالم التشفير ماثيو روزنفيلد، المعروف باسمه المستعار "موكسي مارلينسبايك"، بالتعاون مع مهندس الروبوتات ستيوارت أندرسون. في عام 2010، أنشأ الاثنان شركة "ويسبر سيستمز"، وهي شركة ناشئة في مجال أمن الاتصالات. بعد عام واحد، استحوذت "تويتر" على الشركة، لكن مارلينسبايك واصل تطوير تقنيات التشفير ضمن مشروع منفصل.
في عام 2013، أسّس مارلينسبايك مؤسسة "أوبن ويسبر سيستمز"، وهي منظمة غير ربحية مفتوحة المصدر، أطلقت الإصدار الأول من تطبيق "سيغنال" عام 2014، وكان بنسخته الأولى يدعم المكالمات الصوتية فقط. في العام التالي، أُضيفت خاصية الرسائل النصية. ثم، في عام 2018، تلقى المشروع دعماً مالياً قدره 50 مليون دولار من براين أكتون، المؤسس الشريك لتطبيق "واتساب"، بعد انسحابه من شركته بسبب خلافات تتعلق بالخصوصية. هذا التمويل مكّن من إنشاء "مؤسسة سيغنال" التي تُشرف على تطوير التطبيق اليوم.
هيكل التشفير والخصوصية
يعتمد "سيغنال" على بروتوكول تشفير شامل من طرف إلى طرف، حيث لا يمكن لأي جهة خارج أطراف المحادثة الوصول إلى محتواها، بما في ذلك الشركة المطورة. من أبرز ميزات التطبيق خاصية "اختفاء الرسائل"، التي تتيح تعيين مدة زمنية لحذف الرسائل تلقائياً من أجهزة جميع المشاركين في المحادثة.
رغم تركيز التطبيق على حماية الخصوصية، فإنه يتطلب رقم هاتف للتسجيل، كما ينبه المستخدم عند انضمام إحدى جهات الاتصال إلى المنصّة. هاتان الميزتان أثارتا نقاشاً بين المدافعين عن الخصوصية الرقمية، نظراً لما قد تمثلانه من كشف محتمل لهوية المستخدم أو دائرة معارفه.
تبنّي فئات حساسة للتطبيق
تُظهر تقارير متعددة اعتماد التطبيق من قبل فئات مختلفة تتعامل مع معلومات عالية الحساسية، من بينها نشطاء حقوق الإنسان، صحافيون، ومتخصصون في الاستخبارات. أحد أبرز المستخدمين هو إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، الذي كشف عام 2013 عن برامج مراقبة حكومية موسعة. سنودن صرّح باستخدامه اليومي لـ"سيغنال"، وهو على علاقة شخصية بمؤسس التطبيق.
تؤكد موسوعة "بريتانيكا" أن التطبيق يستخدمه أيضاً نشطاء في الولايات المتحدة وهونغ كونغ، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم أفراد من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يعكس موثوقية التطبيق في البيئات التي تتطلب أقصى درجات الأمان.
مقارنة مع تطبيقات تراسل أخرى
يمتاز "سيغنال" بمستوى أمان يفوق معظم تطبيقات التراسل المعروفة. في حالات معيّنة، يمكن لتطبيقات مثل "واتساب" أو مزوّدي خدمات البريد الإلكتروني تزويد السلطات بمعلومات عن المستخدمين عند الطلب. أما "سيغنال"، فلا يحتفظ إلا بمعلومات بالحد الأدنى، مثل تاريخ تثبيت التطبيق وتاريخ آخر استخدام، ولا يسجل محتوى الرسائل أو معلومات الطرفين.
أما بالنسبة لتطبيق "تلغرام"، فإنه لا يطبق التشفير الكامل إلا على المحادثات السرية، بينما تبقى المحادثات العادية خاضعة لأنظمة أقلّ صرامة. في المقابل، يعتمد "سيغنال" التشفير الكامل على جميع المحادثات بشكل افتراضي، من دون الحاجة إلى تفعيل يدوي.
أخبار متعلقة :