نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيوة.. رائدة المشروع القومي لتعزيز الهوية البصرية لمحافظات مصر - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 07:31 مساءً
ايجي سبورت - وفي ظل حرص الدولة على الارتقاء بالمظهر الحضاري وتحقيق تنمية سياحية وثقافية مستدامة، تتابع وزارة التنمية المحلية تنفيذ المشروع بالتعاون مع الجامعات المصرية، عبر إعداد أدلة إرشادية خاصة بكل محافظة، وتدريب الكوادر المحلية بمركز سقارة للتدريب الإداري، وتم حتى الآن الانتهاء من إعداد 22 دليلًا إرشاديًا، ضمن خطة تستهدف جميع محافظات الجمهورية وعددها 27 محافظة.
كانت محافظة مطروح من أوائل المحافظات التي شرعت في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع القومي لتعزيز الهوية البصرية، وبدأت تحديدًا من واحة سيوة، تلك البقعة التاريخية ذات الطابع الفريد، وأعلن اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، عن الانتهاء من المرحلة الأولى لتحسين الصورة البصرية لميدان "الجامع الكبير" أو "ميدان السوق" بمدينة سيوة، والذي يقع أمام قلعة شالي الأثرية، أقدم معلم عمراني قائم في الواحة.
وتعتبر مدينة شالي، التي تعني "المدينة" باللغة السيوية، من أبرز معالم سيوة التاريخية، حيث تعكس مزيجًا معماريًا فريدًا يجمع بين البساطة والوظيفية. تأسست المدينة خلال القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) في عهد المماليك، وبُنيت من مادة "الكرشيف"، وهي مزيج محلي من الطين المشبع بالملح، يكتسب صلابة تشبه الأسمنت بعد الجفاف، هذا الأسلوب المعماري التقليدي صمد لقرون، وكان الغرض منه حماية سكان الواحة من الغزاة، نظرًا لموقع سيوة المنعزل داخل الصحراء الغربية.
وتُحيط بالمدينة أسوار سميكة لا تُفتح إلا من خلال باب واحد يعرف بـ"الباب إنشال"، أي "باب المدينة"، فيما أُضيف لاحقًا بابان آخران: "باب أثرات" بمعنى الباب الجديد، و"باب قدوحة" المخصص للنساء. وتضم المدينة عددًا من المعالم الدينية والتاريخية، أبرزها المسجد العتيق، أقدم مسجد مبني بالطين في قارة أفريقيا، والذي أُعيد افتتاحه في ديسمبر 2015، بالإضافة إلى مسجد تطندي (الشيخة حسينة)، وعدد من الآبار والمنازل التقليدية.
شملت المرحلة الأولى من تطوير الميدان إعادة تنظيم المشهد البصري وتحسين البيئة العمرانية المحيطة بالقلعة، بما يراعي الخصوصية الثقافية والتاريخية للمنطقة، ويُمهّد لاستقبال الزوار والسائحين بطريقة تعكس روح المكان. كما تم الانتهاء من ترميم المدينة القديمة وما تحويه من أطلال ومبانٍ ذات قيمة أثرية عالية، لتصبح سيوة مؤهلة لاستقبال الزوار ضمن خريطة السياحة الثقافية والتراثية في مصر.
ويهدف المشروع القومي لتعزيز الهوية البصرية إلى الربط بين التنمية العمرانية والهوية المحلية، من خلال تصميم شعارات (لوجوهات) للمحافظات، وتطوير المداخل والميادين، وتوحيد واجهات المباني والمرافق العامة بما يعكس الطابع الفريد لكل منطقة. ويجري تنفيذ المشروع بالتعاون مع كليات الفنون الجميلة والتطبيقية، بهدف الجمع بين الرؤية العلمية والخصوصية الجغرافية والثقافية.
وتُعد سيوة مثالًا حيًّا على قدرة الهوية البصرية على تعزيز الانتماء، ودعم التنمية السياحية، والحفاظ على التراث العمراني. وبذلك تتحول هذه الواحة الأسطورية من مجرد مزار سياحي إلى نموذج وطني متكامل للتنمية القائمة على احترام الأصالة وتوظيفها في إطار معاصر.
بين الماضي العريق والمستقبل المشرق، تمضي سيوة بخطى واثقة نحو أن تكون عاصمة للهوية البصرية في مصر، ومثالًا يُحتذى في كيفية صون التراث وتعزيز الجمال في آن واحد.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق