نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التدخل الإسرائيلي العسكري يعصف بسوريا... وواشنطن أمام تحدي فرض "فك اشتباك" جديد - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 07:34 مساءً
ايجي سبورت - دخلت إسرائيل بقوة على خط الأحداث في محافظة السويداء، مما يشكل أقوى تهديد للنظام الجديد في سوريا منذ سبعة أشهر، وينذر بنسف الجهود الأميركية للتوسط في اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب.
الغارات الجوية الإسرائيلية على السويداء وقرب القصر الجمهوري ورئاسة الأركان في دمشق ومناطق أخرى من سوريا، مع التلويح بتدخل بري في حال عدم انسحاب قوات الأمن الداخلي السورية من السويداء، تؤذن بفترة جديدة من عدم الاستقرار.
التدخل الإسرائيلي يعني أن المفاوضات مع سوريا لم تعد أولوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما يفرض تدخلاً أميركياً عاجلاً لـ"فك اشتباك" آخر بين دمشق وتل أبيب.
والتسجيلات المسربة عن تصفية لمدنيين ميدانياً، أوقعت أميركا قبل أي طرف آخر داعم للنظام، في حرج كبير. وأثارت تساؤلاً عمّا إذا كانت القوات الحكومية غير قادرة على السيطرة على فصائل متطرفة يفترض أنها قد حلت نفسها وانضوت تحت لواء الدولة، وإما أن هناك من يغض الطرف عن هكذا ممارسات من داخل النظام. وجاء بيان الرئاسة السورية الذي تعهد محاسبة "مرتكبي الانتهاكات" ليتدارك الحرج.
وبين ليلة وضحاها، انتقل السفير الأميركي لدى أنقرة توم برّاك من الاكتفاء بالإعراب عن "القلق" إلى "التنديد بشدة بالعنف ضد المدنيين في السويداء"، مشدداً على أنه "على جميع الأطراف التراجع والانخراط في حوار هادف يفضي الى وقف إطلاق نار دائم"، مؤكداً على ضرورة "محاسبة المرتكبين".
تقود التطورات المتسارعة والخطيرة في سوريا، إلى الاستنتاج بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، بعدما بدا أن المساعي الأميركية في طريقها إلى إحراز تقدم فعلي في ابرام معاهدة أمنية بين دمشق وتل أبيب، تكون مقدمة لانضمام سوريا إلى الاتفاقات الإبراهيمية. وهذا ما طلبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرئيس السوري أحمد الشرع عندما التقاه في الرياض في 14 أيار/ مايو الماضي. وبعدها كرت سبحة رفع العقوبات عن سوريا وتشجيع الدول الأخرى على الاستثمار في النظام الجديد ومساندته لتحقيق الاستقرار والانتقال بسوريا من سنوات الحرب الأهلية إلى إعادة البناء. وفي هذا السبيل، أوشكت واشنطن على التخلي عن حلفائها الأكراد في حال لم ينضموا إلى الحكومة السورية من دون شروط.
واندرج التوجه الأميركي الجديد في سياق استراتيجية أميركية أوسع تقوم على توسيع اتفاقات السلام، في مقابل زيادة الضغوط على إيران وحلفائها في المنطقة. ومثل هذا الوضع، يتطلب سوريا هادئة ومستقرة. وأتت أحداث الساحل السوري في آذار / مارس، لتكشف عن خلل في التعاطي مع الأقليات. وتلتها أحداث جرمانا في نيسان / أبريل، التي رفعت منسوب الاحتقان الداخلي، وصولاً إلى الانفجار الكبير في السويداء الأحد.
أحداث السويداء وما تبعها من هجمات إسرائيلية، حرفت مهمة برّاك عن مسارها. وهو انتقل من مهمة وسيط في مساعي السلام، إلى دور مطفئ الحرائق، لأنها تهدد بإعادة سوريا إلى الوراء.
وأعقد ما يواجه الرجل الآن، هو الدور الذي تقوم به إسرائيل في سوريا منذ سقوط الأسد، وهو ما وصفه الكاتب في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل بأنه يتخذ "صفة الشريك في إدارة الدولة" السورية. ونتنياهو يبرر هذا الدور قائلاً إنه "لا يريد رؤية لبنان آخر في سوريا".
ويضاف إلى ذلك، البعد التركي في سوريا الجديدة وكيفية التوفيق بينه وبين الإصرار الإسرائيلي على التدخل ورسم الخرائط في الشرق الأوسط. والرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنتشي بـ"النصر المطلق" على "حزب العمال الكردستاني" الذي ألقى سلاحه من دون قيد أو شرط، لا يني منذ سبعة أشهر وهو يقدم نفسه على أنه صاحب الكلمة العليا في سوريا.
تدفع إسرائيل بسوريا مجدداً إلى منزلق خطير، إلا إذا تدخل ترامب بقوة لفرض وقف للنار على طريقة إيران وإسرائيل والهند وباكستان ورواندا والكونغو.
0 تعليق