نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف ينظر الإسرائيليون إلى ما يجري في السويداء؟ - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 07:34 مساءً
ايجي سبورت - في الوقت الذي ضربت غارات إسرائيلية العاصمة السورية دمشق تحت حجة "حماية الدروز"، ذكرت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" أن الجيش عزّز من وجوده على الحدود مع سوريا، من خلال الدفع بأربع سرايا عسكرية. وهدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ"مواصلة الهجمات وزيادة وتيرتها" ضد قوات النظام السوري حتى انسحابها من منطقة السويداء، مشيراً إلى أن إسرائيل ستُطبق سياسة "نزع السلاح" التي أعلنتها.
وبعد بضعة أسابيع من الهدوء النسبي، شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في الجنوب السوري بين قوات النظام السوري الجديد وميليشيات سنّية متطرفة من جهة، وأبناء الطائفة الدرزية من جهة أخرى. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن ما هو على المحكّ اليوم أكثر أهمية من الجولات السابقة للصراع، أي منذ "إسقاط" نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ويرى خبراء ومحللون إسرائيليون أن ما يجري في محافظة السويداء يعكس واقعاً معقداً، إذ ينظر بعض السنّة المتطرفين إلى الدروز باعتبارهم "مرتدين"، ويتهمونهم بالتعاون مع النظام السابق. إلا أن الواقع، وفقاً للمصادر نفسها، هو أن أبناء الطائفة يحاولون "حماية أنفسهم ومصالحهم".
وأثارت صور الإذلال الذي تعرض له الأسرى الدروز، بما في ذلك حلق لحاهم وشواربهم، احتجاجات واسعة في أوساط الدروز داخل إسرائيل، حيث أُغلقت طرق في الجليل، بل عبر العشرات الحدود في الجولان إلى الأراضي السورية.
عناصر من القوات السورية ينتشرون في السويداء وسط فرار أعداد كبيرة من المدنيين. (أ ف ب)
التقارب الإسرائيلي – السوري
في صحيفة "هآرتس"، كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل أن "الاشتباكات الأخيرة في سوريا تقوّض التوقعات المتفائلة بشأن تقارب محتمل بين إسرائيل والنظام الجديد في دمشق". وأضاف: "يدّعي الدروز في إسرائيل وسوريا أن التصعيد الحالي هو خطوة مدروسة من قبل النظام الجديد. وسواء كان ذلك دقيقاً أم لا، فإن أحداث السويداء تبيّن صعوبة التعامل مع نظام يضطهد الأقليات".
وأشار هارئيل إلى أن الفظائع المرتكبة في جبل الدروز تسببت في اضطراب كبير بين الدروز في إسرائيل، وجاءت هذه التطورات بعد أسابيع من الشائعات حول محادثات سياسية بين إسرائيل والسلطات السورية. كما عبّر الشيخ موفق طريف، زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل، عن "عدم الثقة بوعود النظام بوقف العنف"، متهماً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بـ"تشجيع المجازر بحق أبناء الطائفة في سوريا".
وتساءل: "هل تعوّل إسرائيل فعلاً على تحسين العلاقات مع نظام يضم عناصر جهادية ويتورط في مجازر ضد الأقليات؟ فبعد سقوط نظام الأسد، سعت إسرائيل للسيطرة على جبل الشيخ ومناطق في الجولان السوري، ونشرت وحدات عسكرية هناك، كما شنت غارات جوية على مستودعات أسلحة ومركبات مدرعة لمنع وقوعها في أيدي النظام الجديد".
الموقف الدرزي في إسرائيل
أما أفي أشكينازي، المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، فقد اعتبر أن سلاح الجو الإسرائيلي تدخّل لـ"منع السيطرة على المدينة" من قبل الميليشيات البدوية، وأشار إلى أن إسرائيل تعمل ديبلوماسياً مع واشنطن وعمّان لاحتواء التصعيد. ونقل عن التقديرات الإسرائيلية أن الهجوم على السويداء قد يتوسّع.
وفي حديثه عن فحوى المحادثات التي أجراها الشيخ موفق طريف مع مسؤولين إسرائيليين، أشار إلى أنه وجّه رسالة حاسمة: "إما الشراكة مع الطائفة الدرزية أو مع داعش. هذه حرب بقاء، وعلى إسرائيل أن تتحرك فوراً لإجبار النظام على الانسحاب من السويداء". وقد تعهد رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالتحرك الفوري، مؤكّدين أن "الوقت حرج".
وأوضح أشكينازي أن إسرائيل لا تنوي الدخول برياً إلى منطقة جبال الدروز، التي تبعد أكثر من 80 كيلومتراً عن الحدود، وتحتاج إلى انتشار واسع لتنفيذ أي تحرك ميداني. ولذلك فإن السياسة الإسرائيلية الحالية تقتصر على الغارات الجوية ضد القوات التي تقترب من السويداء، في محاولة لإلحاق أكبر ضرر ممكن.
وفي تغطيتها، ركزت صحيفة "إسرائيل اليوم" على تصعيد قيادة الطائفة الدرزية داخل إسرائيل، التي أعلنت الحداد والإضراب العام، ودعت إلى الاستعداد لاحتمال عبور الحدود.
وجاء في بيان رسمي باسم الطائفة: "تُقتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد، وإسرائيل تقف مكتوفة الأيدي. حالة طوارئ خطيرة في جبال الدروز جنوب سوريا، والحكومة الإسرائيلية تتقاعس رغم وعودها".
وأشار البيان إلى أن العلاقة الأخلاقية والتاريخية بين الطائفة والدولة وصلت إلى "نقطة انكسار خطيرة"، خصوصاً في ظل التضحيات الكبيرة التي قدمتها الطائفة في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
ووفقاً للبيان، فإن الطائفة الدرزية تدرس بجدية خيار عبور الحدود – وهو أمر نادر وخطير – لمساعدة إخوتهم الذين "يُذبحون في سوريا"، إذا لم تتدخل إسرائيل بنفسها.
0 تعليق