خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نصال أبو زيد إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في سوريا يأتي في إطار التغطية على فشله في قطاع غزة، ومحاولة للظهور بمظهر القوة، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد قد يكون مؤشرًا واضحًا على اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.

وأوضح أبو زيد لـ"الأردن 24" أن الاحتلال أعلن عن سحب فرقتين عسكريتين رئيسيتين خلال قصفه لدمشق، وهما: فرقة المظليين 98 والفرقة 36 المدرعة، وهما من القوات التي كانت تشارك في القتال على محور رئيسي في جنوب قطاع غزة.

وأضاف أن هذه الفرق قد تكبدت خسائر كبيرة، وأصبح من الضروري سحبها، إلا أن سحبها بشكل مباشر دون توفير بدائل، أو دون تبرير إعلامي، قد يُفسَّر على أنه فشل في تحقيق الأهداف، وخاصة في محور خان يونس. لذلك، لجأ الاحتلال إلى تصعيد الجبهة السورية كغطاء إعلامي وسياسي لهذا الانسحاب.

وأشار أبو زيد إلى أن هذا السيناريو يتكرر كما حدث في يناير الماضي، حين جرى سحب وحدات قتالية إسرائيلية من غزة بذريعة إعادة الانتشار على الحدود مع لبنان، تزامنًا مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في حينه.

وحول مبررات الاحتلال للتصعيد في سوريا، قال أبو زيد إن إسرائيل تروج بأن التدخل يأتي في سياق "حماية الدروز" هناك، في الوقت الذي تُمارَس فيه اعتداءات ضد اليهود المتدينين (الحريديم) في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجاتهم على قانون التجنيد. واعتبر أن هذا التناقض يكشف عن ازدواجية في المعايير، وأن الحديث عن حماية الدروز ليس سوى ذريعة لتبرير التصعيد والتدخل في الساحة السورية.