ليست إسرائيل وحدها من يخلق الفتن في سوريا... - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليست إسرائيل وحدها من يخلق الفتن في سوريا... - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 03:06 صباحاً

ايجي سبورت - في خطاب إختار أن يكون توقيته ساعات فجر أمس، خرج الرئيس السوري الإنتقالي ​أحمد الشرع​ (أبو محمد الجولاني)، ليتهم إسرائيل بخلق الفتن داخل سوريا، معتبراً أنها تسببت في تصعيد الوضع في ​محافظة السويداء​ بتصرفاتها، مشيراً إلى أنه كان أمام خيارين: مواجهة إسرائيل أو إصلاح الجبهة الداخلية، قبل أن يعلن أنه سيواجه محاولات بث الفوضى بالوحدة.

في هذا السياق، لا يمكن إنكار أن تل أبيب تسعى إلى الفتن على مستوى المنطقة برمتها، أي ليس فقط في الداخل السوري، من أجل تحقيق مشاريعها وأطماعها، إلا أن السؤال يبقى عن مسؤوليته في هذا المجال، على الأقل منذ أن تولى السلطة في دمشق بشكل رسمي، بعد سقوط النظام السابق، على إعتبار أن الرجل كان قد أعلن "التوبة" عن كل الفترة الماضية، التي كان يتزعم خلالها مجموعات إرهابية، تبدل إسمها أكثر من مرة دون أن يتبدل هدفها.

في هذا المجال، من الممكن العودة إلى لائحة طويلة من الإعتداءات اليومية، التي كانت تُصنّف دائماً على أساس أنها "أحداث فرديّة"، في حين تكرارها يؤكّد أنها نهجاً لم تستطع الفصائل الموالية له التخلي عنه، قبل الإنتقال إلى المجازر التي حصلت في الساحل السوري، في شهر آذار الماضي، التي خرج الشرع نفسه متوعداً بمحاسبة المسؤولين عنها، من دون أن يحصل ذلك، لا بل تجاهل، حتى الآن، الحديث عن أسباب تأجيل الإعلان عن نتائج لجنة التحقيق، التي كان قد شكلها، رغم إنتهاء الموعد المحدد، بينما التحقيقات التي قامت بها وسائل الإعلام، تحدثت صراحة عن تورط فصائل خاضعة لسلطته بها.

إنطلاقاً من ذلك، ينبغي قراءة ما حصل في محافظة السويداء، في الأيام الماضية، حيث كانت تنتشر مشاهد التجاوزات التي أقدمت عليها الفصائل التي تقاتل تحت سلطته، في حين قرر هو أن يعيد تكرار الوعود نفسها، بالنسبة إلى محاسبة المرتكبين لتهدئة الأوضاع، إلا أنه كان من الطبيعي أن أحداً لم يصدق تلك الوعود، طالما لم يتحقق ما كان قد تعهد به في الماضي، وصولاً إلى إجباره على سحب قواته من المحافظة، بعد الغارات الإسرائيلية التي إستهدفت العاصمة دمشق، نتيجة مشاورات شاركت فيها العديد من الجهات الإقليمية والدولية.

على الرغم من الإتفاق المُعلن، بالنسبة إلى كيفيّة معالجة الأوضاع في محافظة السويداء، لا يمكن إنكار أن ما جرى ضاعف من الشرخ القائم في المجتمع السوري، حيث لن يكون من السهولة بمكان إقناع مختلف المكونات، بعد الآن، بإمكانية التعايش مع السلطة القائمة في دمشق، لا بل من المتوقّع أن تكون باقي المكونات أكثر تشدداً في أي مفاوضات تخوضها معها، كـ"​قوات سوريا الديمقراطية​" على سبيل المثال، بينما فصائله قد تعمد إلى إرتكاب مجازر جديدة.

هنا، قد يكون من الطبيعي طرح علامات الإستفهام، حول ما إذا كان الشرع، الذي سُلم السلطة على طبق من ذهب بعد سقوط النظام السابق، لم يدرك كيفية العمل على إعادة بناء الدولة من جديد، أم أن من أقدم على ذلك، من جهات إقليمية ودولية مؤثرة، كان يريد الوصول إلى هذه المرحلة، حيث تسقط الإرتكابات التي تقوم بها فصائله أي أمل بالحفاظ على وحدة البلاد، خصوصاً أنها لم تظهر أي مؤشر على إمكانية الخروج من عقلية الفصائل إلى عقلية الدولة.

في المحصّلة، يستطيع الشرع الإستمرار في تقديم التنازلات إلى القوى الخارجية المؤثرة، كتلك التي أقدم عليها للخروج من الأزمة التي وقع فيها في السويداء، بعد أن أدرك عدم قدرته على الإستمرار في المواجهة العسكرية، بهدف البقاء في السلطة قبل أي أمر آخر، لكن على الأكيد أن ما تقوم به فصائله، منذ اليوم الأول، لا يصب في إطار الحفاظ على الوحدة، الّذي أعلن أنه يريد من خلالها مواجهة محاولات خلق الفوضى، لا بل قد تدفع من يدعمه، في المرحلة الراهنة، إلى مراجعة حساباته في المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق