ايجي سبورت - للهند تاريخ عريق في إنتاج وتصدير الأقمشة المنسوجة يدوياً، والتي ذُكرت في الكتب على مر القرون. تشتهر الأقمشة الهندية الفاخرة، بدءاً من حرفيّ "جاماوار" و"باناراسي" المتقنين، بتنوعها وجمالها ومتانتها. في الحقيقة، تستخدم كل منطقة في الهند تقنيات وتصاميم نسج مختلفة، حيث تنتقل هذه المهارة عبر الأجيال والعائلات. قد يكون الأمر مفاجئاً، لكن بعض الأقمشة الهندية أغلى من الذهب وتتطلب عناية فائقة.

دعونا نلقي نظرة على 10 أقمشة هندية فاخرة ذات تراث عريق، وتكلفتها أغلى من مجوهراتك اللامعة.

1. حرير كانشيبورام

يعتبر حرير كانشيبورام، أو ما يُعرف أيضاً بكانجيفارام، الأغلى في هذه القائمة نظراً لطول فترة نسجه وجهد العمل الشاق الذي تطلّبه. تستغرق عملية نسجه، باستخدام حرير التوت الخالص عالي الجودة مع قماش الزاري الأصلي، أشهراً وأياماً من الحرفيين الماهرين لإتمامها، مع الحفاظ على بريقها وجودتها الممتازة. وتُستخدم خيوط الذهب والفضة في نسج قماشة كانشيبورام، مما يضيف قيمة شراء عالية لهذا النسيج الثمين.

^{_{إطلالة بقماشة حرير كانشيبورام}}

2. حرير باناراسي

يعود تقليد نسج باناراسي إلى قرون مضت، مما يضفي إليه أهمية ثقافية وتاريخية، ولا يزال يُنظر إليه كرمز للأناقة الخالدة والفخامة. أمّا عن عملية ابتكاره، فقد يستغرق نسج مختلف الزخارف على هذا القماش وقتاً وجهداً يصل إلى أشهر.
تشمل تقنيات نسج هذه القماشة الفاخرة بشكل رئيسي تطبيق أنماط زهرية وتصاميم مستوحاة من المغول وزخارف البايسلي، ما يُسهم في ارتفاع سعره. تُصنع بعض أغلى أقمشة باناراسي باستخدام تقنية الكادهاوة، وهي عملية نسج عالية الجودة ومضنية، وتُعدّ الخيار الأمثل في حفلات الزفاف.

^{_{زيّ هندي بقماشة حرير باناراسي}}

3. حرير موغا

يتم إنتاج هذا الحرير حصرياً في ولاية آسام، وندرته ومحدودية إنتاجه تجعله باهظ الثمن وتحفةً فنيةً رائعة. يُصنع من ديدان القز شبه البرية التي تتغذى على أشجار السوم المحلية، وهذه الديدان معرّضة لتغير المناخ والتلوث، وتواجه تربيتها تحدياتٍ مثل استبدال غابات السوم بمزارع الشاي.
عادةً ما تحتوي شرانق موغا على نسبة أقل من السيريسين مقارنةً بديدان القز الأخرى، مما يجعل عملية الغزل صعبةً وتستغرق وقتاً أطول. ونظراً لمحدودية إنتاجه وسعره المرتفع، يُعدّ حرير موغا باهظ الثمن، ويُعتبر من السلع الفاخرة.

_{^{زيّ هندي بحرير موغا}}

4. حرير  بايثاني

ارتدت عائلات المراثا الملكية ساريات حرير بايثاني في البداية، ولا تزال تتبع هذا الإرث، ما يجعلها قطعةً خالدةً من الأناقة. تشتهر هذه الساريات بتقنيات "النسيج الإضافي" الفريدة، والتي تتطلب خيوطاً إضافية منسوجة في القماش لخلق تصاميم معقدة، وعادةً ما تتميز بزخارف مستوحاة من الطبيعة، وأسطورية، وفنية تقليدية، ما يضفي عليها طابعاً فريداً. كما يتضمّن البايثاني تطريزاً دقيقاً بالزاري، ما يزيد من تكلفته، في حين أن عملية النسج يدوية بالكامل.

^{_{زي بقماشة حرير  بايثاني}}

5. حرير الباتولا

يتميز حرير الباتولا بسهولة نسجه بتقنية الإيكات المزدوجة. في هذا النوع، تُصبغ خيوط السدى واللحمة قبل النسج، ما يُعطي التصميم مظهراً متماثلاً على كلا الجانبين. تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً، حيث يتم البدء بتحضير الخيوط وصبغها، ثم نسج الأنماط المعقدة، والتي تستغرق شهوراً، بل سنوات في بعض الحالات. يشتهر حرير الباتولا بملمسه الفاخر ولمعانه، ويستخدم الأصباغ الطبيعية فقط، ما يزيد من سعره المرتفع.

^{_{إطلالة راقية بزيّ من حرير الباتولا}}

6. قماش جاماوار

يُستخرج قماش جاماوار بشكل رئيسي من الكشمير. كان يُستخدم في الأصل لصنع الشالات الرائعة فقط، ولكنه يُستخدم اليوم في صنع مجموعة متنوعة من الملابس التقليدية مثل الكورتا، والهينغا تشولي، والساري. انتقلت تقنية نسج هذا القماش النادر من بلاد فارس إلى كشمير في القرن الخامس الميلادي. ومع ذلك، ازدهر إنتاجه خلال عهد المغول، ومنذ ذلك الحين لم تتراجع شعبيته. إن قاعدة عملائه الواسعة وتقنيات نسجه المعقدة المذهلة مع تطريز بنارس الفريد تجعله خياراً فاخراً.

^{_{زيّ بقماش جاماوار}}

7. حرير تشانديري

يُعتبر حرير تشانديري رمزًا للأناقة والتراث الملكي، وقد نشأ في بلدة تشانديري الصغيرة بولاية ماديا براديش خلال العصر الفيدى. كان قماش تشانديري يُلبس فقط من قِبل الملوك والملكات، ويشتهر بخفة وزنه وشفافيته، ما يجعله مختلفًا عن أقمشة الحرير الثقيلة. وقد رسّخ مكانته في صناعة الأزياء، وأهميته التاريخية، وتقنيات نسجه الفريدة، وخفة وزنه، كل ذلك جعله باهظ الثمن، بل وأكثر من مجرد نسيج، بل استثمار للبعض.

^{_{زي تقليدي بنسيج حرير تشانديري}}

8. قماش هيمرو

يُصنع هيمرو من مزيج من الحرير والقطن، ويُزرع محلياً في بلدة شاتراباتي سامبهاجي ناجار بولاية ماهاراشترا. اشتُق اسمه من الكلمة الفارسية "هُم-روه" التي تعني "المُشابه"، وهو نسخة طبق الأصل من قماش "كوم-خواب" الذي كان يُصنع بخيوط ذهبية وفضية للعائلات المالكة في العصور القديمة. نشأ في أورنجاباد في القرن الرابع عشر، ثم انتقل إلى الهند في عهد محمد طغلق. تبدو تصاميمه المستوحاة من الطراز الفارسي وحرفيته الدقيقة وكأنها حلمٌ مقدس، مما يجعل اعتماد هذا القماش رفاهيةً حقيقية.

^{_{قماش هيمرو لإطلالة فاخرة}}

9. حرير تانشوي

يشتهر حرير تانشوي بنسيجه وزخارفه المنقوشة الخفيفة والغنية والناعمة، ما يجعله تحفة فنية. يرتبط هذا الحرير الأيقوني ارتباطاً وثيقاً بتقاليد بنارس العريقة، وتعود جذوره إلى الصين. في القرن التاسع عشر الميلادي، وصل إلى الهند معلّم صيني يُدعى تشوي، حيث علّم بعض النساجين البارسيين تقنية النسيج، ومن هنا جاء اسم القماش تانشوي. تحظى ساري تانشوي بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وهي معروفة بزخارفها الأصيلة.

^{_{حرير تانشوي لإطلالة راقية}}

10. حرير ماشرو

يُصنع ماشرو على أنوال كبيرة، وهو قماش نابض بالحياة وأنيق، ويُعرف أيضاً بأنه خبير في تشطيبات الساتان. كلمة ماشرو تعني "مسموح به"، بينما تعني في السنسكريتية "ميسرو" أي "مختلط". أدخله مسلمو غرب آسيا إلى الهند، وهو غالي الثمن نظراً لكثرة استخداماته. ينضح ماشرو بالأناقة والجاذبية، وعادةً ما يُستخدم في تصميمات أجهزة العروس مثل الساري، واللينغا، والكورتا. كما يُمكنك استخدام هذا القماش في ديكورات منزلية مميزة، مثل الألحفة والوسائد المميزة التي تتميز بمظهرها الفريد وجاذبيتها الآسرة.

^{_{حرير ماشرو لزي هندي تقليدي فاخر}}