نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بريطاني يسعى لإثبات امتلاكه لوحة أصلية لشكسبير بوثائقي على نتفليكس - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 01:24 مساءً
ايجي سبورت - أمضى عامل تنظيف النوافذ ستيفن وادلو أكثر من عقد من الزمن محاولاً إثبات أنه يمتلك لوحة أصلية لا تُقدَّر بثمن للشاعر والكاتب المسرحي والممثل وليم شكسبير. واليوم، تُروى رحلته في فيلم وثائقي على "نتفليكس". فما القصة وراء هذا الاكتشاف؟
يعيش ستيفن في بلدة أيلسبري بمقاطعة باكينغهامشير، ويقول إن والده اشترى اللوحة في الستينيات مقابل 900 جنيه إسترليني. على مدى 40 عاماً، عُلّقت اللوحة فوق جهاز التلفزيون في منزله، لكن وادلو لم يكن دائماً معجباً بها.
"كانت تخيفني"، يقول، "أينما كنت في المنزل، تشعر بأنّها تنظر إليك. كانت تذكّرني دائماً بتلك اللوحات المخيفة في مسلسل سكوبي دو".
اللوحة التي تمتلكها عائلة وادلو
لم يفكّر كثيراً في اللوحة حتى استقبل والده زائرة – كانت محاضِرة في الأدب الإنكليزي والفنون – اشتبهت بشيئ مميز بشأنها. اعتقدت المرأة بدايةً أنّها مجرّد نسخة مطبوعة، وقالت: "إنها نسخة جميلة"، فأجابها الوالد بيتر وادلو: "ليست نسخة، إنها أصلية".
في تلك اللحظة، أخرجت المرأة عدسة مكبّرة من حقيبتها، وقالت إنها تبدو أكثر شبهاً بشكسبير من أيّ صورة أخرى له.
هل تكون هذه اللوحة الرابط المفقود؟
يعتقد ستيفن الآن أنّ هذه اللوحة قد تكون القطعة المفقودة في البحث عن صورة حقيقية لشكسبير. ويبدو أنّ اللوحة تصوّره شاباً في الـ31 من عمره، بشعر طويل ومن دون لحية، وهو مظهر لم يسبق رؤيته في الصور التاريخية المعروفة للأديب.
كما اكتُشف تحت طبقات الطلاء الزائد شعار نبالة غامض، مما يشير إلى أنّ هوية الشخص في الصورة قد أُخفيت عمداً.

لوحة منسوبة للرسام جون تايلور تُمثّل شكسبير
بهدف تعزيز حجّته، لجأ ستيفن، الذي وُلد في ترينغ بمقاطعة هيرتفوردشاير، إلى تقنية التعرّف على الوجه لمقارنة اللوحة بصور أخرى معروفة للكاتب المسرحي، فأظهرت التقنيّة أنّ اللوحة تتطابق مع نقش شكسبير الشهير أكثر من أيّ صورة أخرى منسوبة إليه. ثمّ خضعت اللوحة لتحليل علمي دقيق على أيدي خبراء، بمن فيهم متخصّصون في التصوير الطيفي فائق الدقة والبصريات الطيفية.
ما رأي الخبراء؟
يقول الدكتور جون جيلكريست، المدير العام لشركة "ClydeHSI"، الذي عمل مع باحثين في كلية لندن الجامعية، إنّ التحليل كشف أنّ اللوحة قد خضعت لتعديلات عبر الزمن، بما في ذلك إضافة تفاصيل مزخرفة إلى الدانتيل في وقت لاحق، وفق ما أورد موقع "بي بي سي".
"كلّ ما يمكنني فعله هو الإبلاغ عما نلاحظه من خلال الأشعة تحت الحمراء وقياساتنا العلمية"، أوضح جيلكريست، "أما إذا كان هذا هو شكسبير أم لا، فلا يمكنني تأكيد ذلك. لكن يمكنني القول إنّ الشبه واضح".

مقابلة بين رسم لشكسبير ولوحة عائلة وادلو
أما وادلو، فيؤكّد أنّ "جميع الخبراء، سواء كانوا متخصّصين في التكنولوجيا أو مؤرخي الفن، اتفقوا بنسبة 100 في المئة على أنّ اللوحة أصلية وتعود إلى زمن شكسبير". ويقول إنّ أحد الخبراء أخبره أنّه إذا ثبت أنّ اللوحة تعود بالفعل إلى الكاتب المسرحي الشهير، فقد تبلغ قيمتها ما بين 100 مليون و200 مليون جنيه إسترليني.
نقطة تحول في باريس
لم يثنِ موقف المؤسسات الفنية، التي رفضت فكرة أن يكون هناك بورتريه لشكسبير بلا لحية، عزيمة وادلو. ويعترف أنّ "الأمر أصبح نوعاً من الهوس لإثبات خطأ بعض الناس".
حدث تقدّم كبير عندما أجرت شركة "Lumiere Technology" في باريس، المعروفة بأبحاثها على روائع مثل الموناليزا، تحليلاً متعدد الأطياف للوحة. ويعتقد جان بينيكو، الرئيس التنفيذي للشركة، أنّ اللوحة قد تكون صورة لشكسبير كممثل، وربما كان يؤدي أحد أدواره الخاصة.
يرى بينيكو أنّ "تطابقاً واضحاً تماماً في شكل الفم بمجرد الملاحظة"، ويضيف: "بالنسبة لي، أتفق تماماً مع الفرضية القائلة بأنّ هذه صورة لشكسبير".
البحث عن الحقيقة
تُروى رحلة وادلو في الفيلم الوثائقي "The Stuff of Dreams" الذي طُرح الجمعة على "نتفليكس" في المملكة المتحدة، حيث يعترف بأنّ المال كان دافعه الأول، لكنه أصبح مهووساً بالحصول على إجابات.
"بالطبع، في يوم من الأيام، سيأتي شخص يرغب في شراء اللوحة"، يقول، "وإذا حدث ذلك، وذهبت إلى المكان المناسب، وعُرضت على الجمهور، فبالتأكيد، أتطلّع إلى اليوم الذي أتمكّن فيه من التقاعد ببضعة جنيهات".
0 تعليق