نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعادة في العطاء من أسمى أوجه الرضا… كيف يعزز عمل الخير صحتك النفسية؟ - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 10:04 صباحاً
شهر رمضان هو فرصة عظيمة لتعزيز العطاء بكل أشكاله، سواء أكان مادياً، معنوياً أم روحياً. نجد أن عمل الخير ينمو، والمبادرات الخيرية تنتشر، على مستوى فردي أو جماعي. الجميع يعرف قيمة العطاء الدينية والأخلاقية والإنسانية، لكن هل سألت نفسك يوماً عن فائدة العطاء وعمل الخير على صحتك النفسية ورفاهك؟
للأمر دليل علمي، إذ تُظهر الأبحاث أن العطاء يُعزز صحتك الجسدية والنفسية. فللابتسامة التي تنتج من تقديم الخير، استجابة كيميائية تحدث في جسمك لمجرد فعل شيء لطيف.
فعندما تُقدّم شيئاً لشخص ما، يُفرز دماغك مواد كيميائية (هرمونات) تُشعرك بالسعادة، مثل السيروتونين الذي يُنظم مزاجك، الدوبامين الذي يمنحك شعوراً بالمتعة، والأوكسيتوسين الذي يُنشئ شعوراً بالتواصل مع الآخرين، وهذا يُشعر الشخص بالرضا ويحسّن صحته النفسية.
كذلك، يُخفض العطاء ضغط الدم، يطيل العمر، ويساعد على التخلص من التوتر ، إذ يُقلل تقديم الخير أو التطوع من مستويات الكورتيزول لديك، وهو هرمون التوتر. كذلك، يعزز العطاء مركز المكافأة في دماغك، ويُمكن أن يؤدي إلى "نشوة المُساعد" التي تُعزز احترام الذات والسعادة، وتُقلّل مشاعر الاكتئاب.
انتماء ورضا وسعادة
في حديث إلى"النهار"، تشرح المعالجة النفسية والأستاذة في جامعة الروح القدس الكسليك الدكتورة سندي الترك، أنّ عمل الخير والعطاء، يؤدي إلى الشعور بالانتماء ويمكّن من التواصل مع الآخر، ما يقلّل من الشعور بالوحدة، ويؤثر إيجاباً على الرفاه، لا سيما في حالات مثل الإفطار الجماعي والأعمال الخيرية المشتركة في شهر رمضان ما يعزز من الروابط الاجتماعية أيضاً.
إضافة إلى ذلك، يعطي عمل الخير المعنى للحياة عند الإنسان، والشعور بهذا الأمر هو أمر أساسي للإحساس بالسعادة، بحسب الترك. بذلك، "يشعر الإنسان أنّه يترك أثراً إيجابياً لدى الغير. ولا ننسى أن القرآن الكريم يربط العطاء والسعادة بعضهما ببعض. ويضفي شعور العطاء التعاطف مع الآخر"، وفق الترك، ما يزيد من الرغبة بمساعدته ويزيد بذلك الإحساس بالرضا.
وتكثر العطاءات وأعمال الخير في شهر رمضان على وجه الخصوص، مثل توزيع الحصص الغذائية، وإقامة الإفطارات الجماعية للأطفال ذوي الظروف الاجتماعية الصعبة، وما إلى ذلك. وتعيد الترك سبب نمو هذه العطاءات في هذا الشهر، إلى التربية الروحية، فالصيام في رمضان يزيد من ضبط النفس ويعزز من التفكير العميق والتأمل والعودة إلى الذات، ما يؤدي إلى زيادة وعي الشخص بمعاناة الآخرين، ويشعر بهم أكثر ويحس بالرغبة في مساعدتهم. وتعزّز التعاليم الدينية من عطاء الأشخاص في هذا الشهر، لما للعطاء من ثواب في شهر رمضان، إذ أنّ أجر العطاء فيه مضاعف من الناحية الدينية. وذلك بحد ذاته حافز للناس لكي يحصلوا على مكافأة (أجر) مضاعفة في ميزان أعمالهم. ولا يغيب التأثير الاجتماعي كعامل لزيادة العطاء في شهر رمضان، فالشخص يشعر بالانتماء في ظل مجتمعه الذي يقوم بعادات مجتمعية مرتبطة بشهر رمضان، فهو يزيد من الشعور بالتضامن والتكافل الاجتماعي وذلك بحد ذاته يشعره بقيمة العطاء الكبرى.
ومَن يصوم عادة، يفكر بعمق، بذاته وبالنِعم التي يعيش فيها، ما يدفعه إلى مساعدة الآخرين غير القادرين على العيش بالنعمة التي يعيش هو فيها. وتؤكّد الترك أنّ للعطاء في شهر رمضان رمزية، فهو يعزز العادات الإيجابية تجاه الآخرين، فالعطاء بشكل منتظم يزيد من السلوك الإيجابي لدى الشخص ويساعد على عمل الخير حتى بعد انقضاء شهر رمضان.
كيف تعزّز عطاءك في شهر رمضان؟
- إبدأ بنية العطاء تقرّباً لله، سواء كان العطاء مالاً، وقتاً، جهداً أم دعماً عاطفياً.
- ذكّر نفسك بأن كل معروف في شهر رمضان مضاعف الأجر.
- ضع صندوقاً في البيت تضع فيه الصدقات كل يوم، حتى لو كانت بسيطة.
- شارك في توفير وجبات للصائمين، سواء عبر الجمعيات الخيرية أم بنفسك.
- إحرص على إخراج زكاة المال في وقتها، فهي حق الفقير وواجب عليك.
- hقضِ وقتاً مع كبار السن أو مَن يشعرون بالوحدة.
- خصّص وقتاً لتعليم أحد أو مساعدته في دراسته أو عمله.
- شارك في تنظيم نشاطات رمضانية تطوعية.
- شارك منشورات مفيدة على وسائل التواصل.
- ساعد مَن حولك على فهم دروس دينية أو مهارات حياتية.
- نظّم جلسات بسيطة للتأمل أو القراءة مع العائلة.
- ابتسم! فالكلمة الطيبة والوجه البشوش، صدقة.
- سامح مَن أساء إليك، وتواصل مع مَن انقطعت عنه.
- قدّم الدعم النفسي لمَن يمرّ بظروف صعبة.
- لا تنس الدعاء للناس في صلاتك، حتى لمَن لا تعرفهم.
0 تعليق