نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نجاح الانتخابات يتوقف على وعي الناخب! - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 03:10 صباحاً
ايجي سبورت - ريـمون شاكر*
موعدنا في أيار / مايو مع الانتخابات البلدية والاختيارية... وعلى وزارة الداخلية أن تدعو خلال فتـرة تتـراوح بيـن شهر وشهرين كحدّ أدنـى الـهيئات الناخبة.
إنّ نـجاح الانتخابات مرهون بـحُسن اختيار الأحزاب والعائلات لـمرشحيهم، والـمواطنيـن لـممثليهم في مُـختلف الـمجالس الـمُنتخبَة... وعلى الناخب تـحكيم عقله وضميـره (لا عصبيّته الطائفية والعائلية والـحزبية) أثناء اختيار الـمرشحيـن، وانتخاب أشخاص قادرين على تـحمُّل الـمسؤولية والدفاع عن مصلحة الـمواطنيـن، فسوء الاختيار ينعكس سلباً على الوطن والـمواطن والـمنطقة...
إنَّ عدم مشاركة الـمواطنيـن في الانتخابات، أو اختيارهم لمرشحيـن غيـر كفوئيـن أو فاسدين يؤدّي إلى الـهدر فـي أموال البلدية، وإلى تدنّـي الـخدمات، وعدم إصلاح الطرقات ومـجاري الـمياه والصرف الصحي، وانبساط الظلمة في الشوارع، وتكدُّس النفايات على الطرقات، وانتشار الأوبئة، وذلك بسبب سوء إدارة الـمسؤوليـن الذين انتخبـوا...
فعملية الاختيار الـجيد للمرشحيـن هي أول خطوة في طريق النجاح، وعلى كل مَن يرغب بترشيح نفسه لـمنصب رئاسة الـمجلس البلدي أن تكون سيـرته الذاتية صفيّة، صافية، ناصعة نصوع الثلج، وأن يؤمن بأنّ العمل البلدي "رسالة"، وهو عمل شاق ومُتعِب، لأنّ البلدية هي مؤسّسة أهلية وليست مزرعة عائلية للأبناء والأقارب والـمحاسيب، تُقدِّم خدمات اجتماعية وصحية وبيئية واقتصادية وثقافية وسياحية وأموراً أخرى كثيرة... وهي بـحاجة إلى أن يتّصِف الشخص الراغِب بتولّي سدّة رئاستها بالقدرة التامة والفائقة على قيادة البلدية، وعلى أن يعي مفهوم القيادة، وأن يكون ناجحاً في مـجال العمل الإداري، وله سوابق بذلك، لأنَّ العملية الإدارية بـحاجة إلى نضوج فكري وخبـرات واسعة...
كما على الـمرشح لرئاسة البلدية أن يكون مُلِمّاً ومُطّلِعاً ولديه الـمعرفة بقوانيـن وأنظمة البلدية، بالإضافة إلى إلـمامه ومُتابعته للنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة... وبـمفهوم آخر أن يكون مُثقّفاً ولديه القدرة على التخطيط للمستقبل من النواحي الـمالية والإدارية والفنية كافة، وقبل كل شيء أن يكون مُلتزِماً بـمبادئ النزاهة ومكافحة الفساد.
فرئيس البلدية الناجح هو الذي يتخلّى عن مصلحته الشخصية ويضع مصلحة الـمواطنيـن في مقدمة أولوياته ويعمل بـجدّية لتحسيـن حياتـهم اليومية وتنمية مـجتمعه.
كل الشكر والامتنان لكل مَن يسعى إلى التوافق بين الأحزاب والفعاليات لتجنيب مناطقنا كأس الانتخابات الـمرّة، والانقسامات الـحادّة، والصراعات السياسية العقيمة، شرط أن يتنحّى كل الذين كان لديهم تـجارب سابقة فاشلة، وإبعاد الذين يستميتون لتوريث أبنائهم وأحفادهم "الزعامة"، لأنّ "مَن جرّب الـمجرّب كان عقله مـخرّب"...
نـحتاج اليوم إلى دمٍ جديد، وإلى رجالات أنقياء لديهم الكفاءة والعِلم والثقافة ودماثة الأخلاق ونظافة الكفّ والرؤية الـمستقبليّة لـمناطقهم ووطنهم.
ما أصدق جورج أورويل في قوله:
الشعب الذي ينتخِب الفاسدين والانتهازييـن والمحتاليـن والناهبيـن والـخونة، لا يُعتبَـر ضحيّة، بل شريكاً في الجريمة.
*باحث وكاتب سياسي
-المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية
0 تعليق