نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف سيواجه لبنان "مؤامرة" إشعال الحرب مجدداً؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 23 مارس 2025 12:49 صباحاً
ايجي سبورت - يمكن اعتبار المجريات الخطيرة التي شهدها الجنوب اللبناني امس بانها الحدث الأشد خطورة منذ اعلان ما سمي اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في ٢٧ تشرين الثاني من العام الماضي . فمع ان مئات الاختراقات الإسرائيلية المتمادية يوميا لهذا الاتفاق الى جانب استمرار إسرائيل في احتلالها لخمس تلال لبنانية حدودية واختراقات عدة للاتفاق علنية وضمنية من الجانب اللبناني سجلت على امتداد المرحلة السابقة شكل الاهتزاز العنيف والواسع لشبه الهدنة الهشة التي أحدثها ذاك الاتفاق الخطر الأوسع لانهيار الوضع القائم منذ اعلان الاتفاق . ولعل مكمن الخطورة الكبرى تمثل في استحضار جهة مشبوهة ظاهرة الصواريخ المجهولة الهوية والمصدر والمكشوفة الأهداف لاستهداف إسرائيل من جنوب الليطاني ووضع لبنان الرسمي عهدا وحكومة وجيشا في مهب امر واقع شديد الوطأة بين فكي كماشة بما ينذر بأوخم العواقب فيما لو عجزت الدولة عن مواجهة هذه الخطة الخبيثة التي يراد منها إعادة استباحة الوضع بمجمله مع تسارع خطر احتمالات تجدد الحرب الإسرائيلية على الجنوب ومناطق لبنانية أخرى في العمق بما فيها بيروت نفسها وفق تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بمعادلة "بيروت مقابل المطلة " .
ما زاد التعقيد والغموض ان "حزب الله" المشتبه البديهي الأول بقصف الصواريخ، سارع الى نفي أيّ علاقة له بإطلاق الصواريخ واكد "وقوفه خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان"، مؤكداً التزامه باتفاق وقف إطلاق النار". فيما اعتبرت اسرائيل نفسها التي أعلنت الاغارة على مواقع ل"حزب الله" انه "لا يمكن الان التحقق من هوية الجهة التي اطلقت الصواريخ" مدرجة الامر في سياق الخرق الخطير لتفاهمات وقف اطلاق النار مهددةً بالتحرك ضد الخرق من لبنان او الرد عليه. وعكست المواقف الفورية التي أعلنها كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من هذا التطور الخطير ان الدولة اللبنانية الموضوعة تحت المجهر الدولي، لاثبات قدرتها على السيطرة على الارض ليست في وارد تمرير المؤامرة والسكوت عنها بما يعني ، وكما كشفت مصادر موثوقة ل"النهار" ان ثمة تطورات كبيرة ستقبل عليها البلاد منعا لاعادة عقارب الساعة الى الوراء مشددة على ان الكثير من أهداف هذا الافتعال يستهدف إنجازات كبيرة حققها الجيش في جنوب الليطاني وستستكمل حتى النهاية بتصميم اكبر وأصلب .
وما عزز الاتجاهات الرسمية لاحتواء الموقف ان قوة "اليونيفيل" أعلنت "أننا أبلغنا لجنة مراقبة وقف النار مدى التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الجنوب وان المنصات التي استخدمت في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بدائية جدا وننتظر من الجميع الالتزام الكامل بوقف النار وإنهاء الانتهاكات والجيش اللبناني انتشر في غالبية القرى الجنوبية".
وكان التوتر الشديد ساد الوضع الجنوبي بعد إطلاق 5 صواريخ اخترقت 3 منها المجال الجوي وتم اعتراضها، بحسب مصدر عسكري اسرائيلي. ما دفع باسرائيل الى شن هجمات جوية واسعة، عبر سلسلة غارات استهدفت منطقة الصالحاني عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، والوادي الواقع عند اطراف طيرحرفا، واطراف بلدة عين قانا وبصليا، وبركة الجبور، وأطراف كفرحونة، والريحان، والمحمودية عند اطراف العيشية في منطقة جزين. وطالت سلسلة من الغارات فاق عددها الثلاثين اطراف بلدة سجد ومرتفعات جبل صافي وجبل الرفيع ومحيط مليتا واطراف عين قانا وكفرملكي في منطقة اقليم التفاح. كذلك، نفذ الجيش الاسرائيلي غارة تزامنت مع الغارة الاولى حيث استهدفت وادي زبقين في القطاع الغربي. وأدت غارة استهدفت بلدة تولين الى تدمير منزل، ومقتل شخصين من بينهما طفلة وإصابة 8 بجروح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 3 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه المطلة للمرة الأولى منذ قرابة الـ3 أشهر وأنه قام بتفعيل صفارات الإنذار في المطلة بمنطقة إصبع الجليل. ونقلت هآرتس عن الجيش الإسرائيلي قوله: "الجيش غير قادر على تحديد الجهة التي أطلقت الصواريخ على المطلة حتى الآن" . وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بـ"العمل بقوة" ضد عشرات الأهداف في لبنان. من جهته، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي قائلا: "لن نسمح بحقيقة إطلاق النار من لبنان على البلدات في الجليل لقد وعدنا بتوفير الأمن لمجتمعات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط. قانون المطلة هو نفسه قانون بيروت. وتتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها.وأصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي بالرد وفقا لذلك".
وعلى أثر إطلاق الصواريخ أجرى الجيش اللبناني عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على ٣ منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية، وعمل على تفكيكها. واشار الى ان الوحدات العسكرية تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب.
وبعد الظهر أصدر "حزب الله" البيان الآتي: "ينفي حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنّ ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار. ويُجدّد حزب الله التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان". ومساء امس أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مدينة صور للمرة الأولى منذ وقف النار حيث أدت الغارة الى إصابة أربعة اشخاص بجروح .كما تجددت الغارات على أودية في إقليم التفاح ونهر دير الزهراني وتوسعت الى غارات على سهل النبي شيت والهرمل في البقاع الشمالي. ولعل اللافت ان إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت ليلا ان سلاح الجو هاجم ٥٠ هدفا ل"حزب الله" في الهرمل .
مواقف الرؤساء
بإزاء هذه التطورات شدد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على "إدانة محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف". واعتبر "ان ما حصل في الجنوب اليوم ( امس) ، وما يستمر هناك منذ ١٨ شباط الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداء متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون". وناشد "جميع أصدقاء لبنان التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ". كما دعا "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني ٢٠٢٤، والجيش الى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة". كما طلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل "اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل" .وأهاب "بجميع المسؤولين عن التطورات بأن يكونوا في موقع الحرص على لبنان أولاً وأخيراً".
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف اطلاق النار "الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل صباح اليوم (امس) في الجنوب مؤكداً أن المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة الى دائرة الإنفجار الكبير هي اسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف اطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الأن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الاتفاق". وجدد "دعوة اللبنانيين، كل اللبنانيين وخاصة القوى السياسية، الى وجوب تنقية الخطاب السياسي والإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والأمنية ووعي المخاطر الناجمة عن خلق الذرائع أمام العدو من خلال اثارة النعرات التي تشرع أبواب الوطن للنفاذ من خلالها لضرب لبنان واستقراره وتقويضه كنموذج يمثل نقيضاً لعنصرية إسرائيل".
بدوره، حذر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام من "تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين".وأجرى اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على "ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم". كما أجرى اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، "مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال خرق للقرار الدولي ١٧٠١، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان".
وفي إطار الجهود الدبلوماسية للجم التصعيد الحاصل في جنوب لبنان، وبالتشاور والتنسيق مع رئيسيّ الجمهورية ومجلس الوزراء، أجرى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي إتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية والأجنبية والمسؤولين، ومنهم وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، والاردن أيمن الصفدي، وفرنسا جان نويل بارو، ونائب المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط مورغان اورتيغوس، ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ناتاشا فرنشيسكي.
وطلب الوزير رجّي "الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والتصعيد، وإحتواء الوضع الخطير على الحدود الجنوبية".
0 تعليق