"إبادة لا مجازر"... سوريون في شمال لبنان يروون كيف فروا من "جحيم" الساحل! - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إبادة لا مجازر"... سوريون في شمال لبنان يروون كيف فروا من "جحيم" الساحل! - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 09:29 صباحاً

ايجي سبورت - خلال ثلاثة أشهر، نجا ذو الفقار علي من الموت مرتين، آخرهما حين فرّ على غرار الآلاف من العلويين من المجازر التي شهدها الساحل السوري الشهر الحالي، الى المنطقة الحدودية في شمال لبنان.

 

في قرية المسعودية الحدودية في أقصى محافظة عكار، يقول علي البالغ 47 عاماً الذي كان يقيم أساساً في مدينة حمص في وسط سوريا لوكالة فرانس برس "كنت في الساحل منذ بداية العام من أجل الخضوع لعلاج. الى أن وقعت الأحداث".

 

أكثر من 3 آلاف عائلة... عدد النازحين السوريين إلى عكار شمال لبنان يرتفع!

 

 

ويروي الظروف الصعبة التي دفعته وعائلته للفرار الى شمال لبنان خلال عمليات عسكرية شنتها قوات الأمن التابعة للسلطات السورية في المناطق ذات الغالبية العلوية في الساحل السوري ومحيطه، بدءا من السادس من آذار/مارس.

 

 

ويوضح الرجل وهو أب لطفلين "جاء مسلحون أجانب، وليس سوريين، حتى أنهم لا يتحدثون العربية. جل ما قالوه: علويون، خنازير، اذبحوهم". ولم تكن تلك المرة الأولى التي نجا فيها علي من الموت بأعجوبة.

 

مطلع العام الحالي، ومع سيطرة فصائل مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام على السلطة بعد إطاحة بشار الأسد، يقول علي الذي يمشي على عكازين، إن عدداً من عناصرها طرقوا باب المنزل.

 

ويضيف "سألوا، كم شاب يوجد هنا؟ وطلبوا مني الخروج مع شقيقيّ الى الخارج، حيث أطلقوا الرصاص علينا"، ما أسفر عن مقتل شقيقيه وإصابته هو. ويوضح "ظنوا انني قُتلت".

 

وشهدت منطقة الساحل السوري على مدى أيام في آذار/مارس أعمال عنف اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.

 

 

رأي

عباس صباغ

تداعيات الهروب من المجازر: النهر الكبير معبر وحيد والمنظمات الدولية شبه غائبة

الاف النازحين يعبرون النهر الكبير للوصول الى ضفة "الحياة"

 

 

وأرسلت السلطات تعزيزات عسكرية الى المناطق ذات الغالبية العلوية. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن ارتكابها ومجموعات رديفة لها مجازر وعمليات "إعدام ميدانية"، أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد. ووقعت غالبية المجازر يومي 7 و8 آذار/مارس.

 

وقضت عائلات بأكملها، بما فيها نساء وأطفال ومسنون. واقتحم مسلحون منازل وسألوا قاطنيها عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم، وفق شهادات ناجين ومنظمات حقوقية ودولية.

 

ووثق المسلحون أنفسهم عبر مقاطع فيديو قتلهم أشخاصاً بلباس مدني عبر إطلاق الرصاص من مسافة قريبة، بعد توجيه الشتائم وضربهم.

 

23f49a422b.jpg

 

وتمكن علي الذي كان يملك متجراً لبيع الهواتف الخلوية في مدينة حمص، من الفرار مع عائلته الى شمال لبنان المجاور للساحل السوري، حيث يقيم في قاعة تدريس داخل مدرسة تحولت على عجل الى مركز إيواء في قرية المسعودية، إحدى القرى العلوية في منطقة عكار.

 

وتتشارك العائلات الغرف وقاعات المدرسة التي تفيض بقاطنيها من نساء وأطفال ورجال، يفترشون الأرض على فرش وبطانيات وقرب بعضهم أكياس وضعوا فيها ملابسهم.

 

"إبادة لا مجازر"

 

 

ودفعت أعمال العنف نحو 16 ألف شخص للفرار الى شمال لبنان، وفق السلطات، خصوصاً الى القرى والبلدات ذات الغالبية العلوية.

 

وضع حرج للنازحين السوريين العلويين في جبل محسن شمال لبنان

 

 

ويضاف هؤلاء الى قرابة 1,5 مليون لاجئ سوري في لبنان، قدموا تباعاً على وقع المعارك في سوريا اثر اندلاع النزاع في العام 2011، وتطالب السلطات اللبنانية منذ سنوات بإعادتهم الى بلدهم.

 

3bacaa4397.jpg

 

ويقول رئيس بلدية المسعودية علي أحمد العلي لفرانس برس إن تلبية احتياجات تدفق مئات العائلات الى القرية التي تقطنها اساسا عشرة آلاف نسمة، "يفوق طاقة البلدية".

 

ويشرح بينما ينتظر عشرات اللاجئين أمام المجلس البلدي للحصول على خدمات طبية، "واجبنا الإنساني أن نستقبلهم ولا يمكن أن نتخلى عنهم، لذا نطالب الدولة اللبنانية المسارعة لإيجاد حل".

 

على غرار ذو الفقار علي، يؤكد لاجئون آخرون أن الانتهاكات بحق الأقلية العلوية كانت بدأت منذ إطاحة الأسد.

 

b345f21759.jpg

 

يروي سمير حسين إسماعيل (53 عاماً)، وهو مزارع من قرية ارزة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة الشمالي، إن قريته تعرضت لهجوم في نهاية كانون الثاني/يناير أسفر عن مقتل تسعة من سكانها. حينها، فرّ اسماعيل من مسقط رأسه ووافته عائلته لاحقاً.

 

ويوضح "في السابع من آذار/مارس، دخلوا مجدداً الى القرية وأبادوها"، لافتاً الى أن ستة من أولاد أعمامه كانوا في عداد 33 شخصاً قتلوا يومها.

 

ويقول بحرقة "ما حصل بعد السابع من الشهر الحالي هو إبادة وليس مجازر.. لقد هربنا من الويل والجحيم".

 

357bb86014.jpg

 

"ذنب"

 

تجمع شهادات سكان وناجين على ارتكاب مجازر في أحيائهم ومناطقهم حيث تمت تصفية رجال وشباب بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة، بعد التأكد من كونهم علويين.

 

ويطالب هؤلاء بـ"حماية دولية" تمكنهم من العودة الى مناطقهم والعيش بأمان تحت كنف السلطة التي كلفت بدورها لجنة تحقيق وتقصي حقائق، قالت إنها ستعكف على "جمع ومراجعة جميع الأدلة والتقارير المتاحة" عن الأحداث التي وقعت تحديداً في 6 و7 و8 آذار/مارس.

 

خلال الأسبوع الماضي، وصلت مريم مع ابنها الى شمال لبنان، بعد أسبوع على مقتل زوجها، الجندي في الجيش السابق، لدى محاولته الفرار على غرار آخرين من قريتهم القبو، إحدى القرى العلوية في ريف حمص.

 

2364b414fc.jpg

 

وتقول "لم يكن أحد يجرؤ على الخروج لتفقد أرضه أو لشراء الخبز" بعدما تمت "محاصرة القرية من الجهات كافة".

 

وتضيف بحزن "لم نعد نجرؤ على القول إننا علويون. هل بات ذلك ذنب؟".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق